ترأس الملك محمد السادس حفل تدشين المنظومة الصناعية للمجموعة الفرنسية "بي إس أ" بالمغرب، المشروع الذي سيحفز تطوير قطاع السيارات الوطني ويكرس تميز علامة "صنع في المغرب". وذلك، يومه الخميس 20يونيو 2019بالقنيطرة. وأشرف الملك محمد السادس على تدشين المصنع الجديد لمجموعة "بي إس أ"، الذي يقع بالمنطقة الصناعية المندمجة "أتلانتيك فري زون" بجماعة عامر السفلية بإقليم القنيطرة، وتبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف عربة ومحرك مرتبط بها، سنويا. كما أشرف جلالته على إعطاء انطلاقة أشغال توسعة هذا المركب الصناعي من الجيل الجديد، الذي ستتضاعف طاقته الإنتاجية في غضون 2021 إلى 200ألف سيارة سنويا. وفي هذا السياق، أبرز وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، في كلمة ألقاها خلال مراسيم الافتتاح، أن بفضل الدفعة الحاسمة والعناية السامية للملك محمد السادس،"تم إنجاز البنيات التحتية، ومصنع "بي إس أ"، ومصانع المناولين ضمن الشروط المتفق عليها وفي الآجال المحددة في أربع سنوات بعد توقيع الاتفاقية الاستراتيجية" في 19 يونيو 2015، بين الدولة المغربية ومجموعة "بي إس أ". وأكد العلمي، بهذه المناسبة، أن المجموعة الفرنسية "بي إس أ"، ومثلما "أوفى المغرب بالالتزاماته كلها، فإنها هي الأخرى التزمت بتعهداتها بحذافيرها ". وكشف العلمي في كلمته أن المجموعة الفرنسية قد استثمرت 3 ملايير درهم، وتعتزم استثمار مبلغ مماثل في مشاريعها المستقبلية بالمغرب. و أبرز العلمي أن مصنعي مكونات السيارات الخاصين بالمجموعة "استثمروا أكثر من 16 مليار درهم". وزاد العلمي موضحا أنه تم إحداث المصنع الجديد "بي إس أ" بالقنيطرة لإنتاج سيارات ذات محرك حراري وأخرى بمحرك كهربائي، معززا بذلك الطموح الصناعي للمملكة. وأضاف الوزير أن "النتائج المسجلة إلى غاية الآن بفضل تمركز "بي إس أ"، بهذه المنطقة مهمة للغاية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن السيارات المنتجة بالمصنع الجديد "بي إس أ -القنيطرة" ستستفيد من نسبة إدماج تفوق 60 بالمائة (80 بالمائة في الأجل المحدد)، وأن 27 مصنعا جديدا من 10 جنسيات مختلفة قد استقرت بالقنيطرة، وأن مركز "آر آند دي"، الذي كان من المرتقب أن يشغل، مبدئيا، 1500 مهندس وتقني عالي، يشغل اليوم 2300 مستخدم، 85 بالمائة منهم مهندسون وتقنيون رفيعي التكوين. وأضاف العلمي أن مشتريات "بي إس أ" للأجزاء المصنعة بالمغرب بلغت 700 مليون أورو سنة 2018، وهو ما يفوق التوقعات، موضحا أن بلوغ هدف مليار أورو من المشتريات سيتحقق قبل 2025. وأشار العلمي إلى أن مصنع "بي إس أ"، الذي تم تدشينه، يستفيد من الدينامية التنموية التي تشهدها المملكة، لاسيما بفضل الخط فائق السرعة الذي سمح بتحرير السكك الحديدية الرابطة بين القنيطرة وميناء طنجة المتوسط، وإصلاح التكوين المهني الذي سيمكن من تحسين تنافسية الأنظمة الصناعية. من جهته، أكد نائب المدير التنفيذي ل"بي إس أ" بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جان كريستوف كيمار، أن الرؤية التي يتبناها الملك محمد السادس"لتطوير منظومات اقتصادية فعالة أضحت واقعا بالنسبة لمجموعة "بي إس أ" بكافة مكوناتها، انطلاقا من تلك التي تحظى بالأهمية الأكبر: التكوين المهني للرجال والنساء الذين سيصنعون مستقبل صناعة السيارات، مع آفاق مهنية واسعة وغنية داخل فرع المجموعة بالمغرب" وفق تأكيداته. وأوضح المسؤول الفرنسي أن مجموعة "بي إس أ" اختارت المغرب لاحتضان مركز القرار الجهوي الخاص بها، وتطوير مركز للبحث والتطوير المندمج في الشبكة العالمية "آر أند دي" لمجموعة "بي إس أ" ليأتي الدور اليوم على نشاط صناعي متميز يتناغم مع الطموح المغربي في تحقيق التحول الصناعي". وأبرز كيمار أن مصنع "بي إس أ" القنيطرة، الذي دشنه جلالة الملك، كان جاهزا لإنتاج نموذج متميز: بوجو 208 الجديدة". وإلى ذلك، ووفق ما تفيده الأرقام، التي كشف عنها الوزير العلمي في كلمته، فإن قطاع صناعة السيارات أضحى أول قطاع مصدر بالمغرب، بما يناهز 70 مليار درهم، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 700 ألف عربة سنويا، مع أهداف تحقيق قدرة إنتاجية تصل إلى مليون سيارة سنويا ورقم معاملات عند التصدير في حدود 100 مليار درهم ومعدل اندماج محلي يناهز 65 في المائة، وإحداث أزيد من 90 ألف منصب شغل.