أكد حزب التقدم والاشتراكية أنه سيعرض ما أفرزته انتخابات 25 نونبر من نتائج وآفاق المستقبل، على دورة اللجنة المركزية خلال الأيام القليلة المقبلة لاتخاذ المواقف المناسبة في هذا الشأن. وأوضح بلاغ للديوان السياسي للحزب أصدره عقب اجتماع، عقده أمس الاثنين (29 نونبر 2011)، أنه "لمواصلة المناقشة التي شرع فيها خلال اجتماع يوم السبت الأخير، والمتعلقة بالتقييم الأولي لانتخابات مجلس النواب ليوم 25 نونبر، من حيث الأجواء العامة، ونسبة المشاركة، وما أفرزته من نتائج، وآفاق المستقبل، إضافة إلى تقييم أداء الحزب في هذه المعركة الأولى ضمن المسلسل الانتخابي المقبلة عليه بلادنا، وذلك في أفق عرض الموضوع على دورة للجنة المركزية خلال الأيام القليلة المقبلة لاتخاذ المواقف المناسبة في هذا الشأن". وسجل الديوان السياسي بإيجابية، سلامة المناخ العام الذي جرت في ظله هذه الانتخابات وما ميزها، على العموم، من شفافية وحسن تنظيم، ملاحظا "بقلق شديد استمرار آفة المتاجرة في الأصوات، وانتشار الجرائم الانتخابية". كما سجل بارتياح التقدم المهم المسجل على صعيد نسبة المشاركة في التصويت والبالغة 45 في المائة، وذلك في سياق جهوي ووطني بالغ التعقيد. وفي هذا الصدد، أكد الديوان السياسي "على ضرورة إصلاح الاختلالات المسجلة على صعيد نمط الاقتراع والتقطيع الانتخابي"، والتي من شأنها أن ترفع أكثر من نسبة المشاركة، وتحقق المصالحة المرجوة للمواطنين مع صناديق الاقتراع، وتحفزهم من أجل مشاركة أقوى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وجدد تأكيده على المقاربة الشمولية للحزب بخصوص التأسيس الجيد للعهد الدستوري الجديد، منبها إلى المخاطر الناجمة عن التوجه المعتمد من قبل أطراف سياسية بعينها طيلة الفترة الأخيرة، و"القائمة على الضغط والتضييق ومحاصرة المنافسين السياسيين بأساليب غير شريفة، وهو ما يفسر إلى حد كبير النتائج التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع، وما أفرزته من مشهد حزبي جديد, حيث حقق حزب العدالة والتنمية، في ظل هذه الظرفية، فوزا واضحا، مع استمرار ظاهرة اللامبالاة والعزوف، بل والامتناع الصريح عن المشاركة في التصويت". وعبر الديوان السياسي عن ارتياحه لصمود أحزاب الكتلة، وتعزيزها لموقع القوى الوطنية والديمقراطية داخل المجتمع، "وهو ما يشكل أفضل جواب للشعب المغربي على التحالف الهجين، الذي سرعان ما بدأ في التلاشي، على الرغم من كل التجاوزات، المصحوبة بالدعوات المبشرة باحتلال الأحزاب المشكلة لهذا التحالف المراتب الأولى". وأضاف البلاغ أن الديوان السياسي وقف على النتائج التي حققها الحزب في هذه المحطة الانتخابية الحاسمة، مهنئا مناضليه الذين مكنوا "حزبنا من الحفاظ على موقعه في المشهد الحزبي والسياسي الوطني، بل وتحقيق تقدم ملموس، دفاعا عن الحرية والعدالة الاجتماعية والحداثة والمساواة، ومن أجل إنجاح مشروع الإصلاح والتغيير المجتمعي الشامل". ودعا كافة تنظيماته ومنتخبيه لمواصلة التعبئة وتكثيف النضال، تنفيذا لبرنامجه الطموح واستعدادا لما ينتظر البلاد من استحقاقات في الأمد المنظور.