[email protected] قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، في ندوة صحافية تلت إنعقاد المؤتمر الوزاري الإفريقي حول الدعم المقدم من الإتحاد الإفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء، أن الإجتماع جد مهم من حيث المشاركة التي جسدت سبعين في المائة من منظومة الإتحاد الإفريقي. وأضاف ناصر بوريطة أن الدول المشاركة بلغ عددها 38 دولة من المناطق الخمس لإفريقيا، مؤكدا أن 25 وزيرا حضر لتمثيل بلدانهم بالمؤتمر الوزاري، مضيفا أن المشاركة إكتست أهميتها من خلال حضور دول وازنة من مختلف المناطق، ودولا شهدت مواقفها بخصوص نزاع الصحراء تطورا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك دولا من منظمة “سادك” بلغ عددهها على غرار انغولا ومالاوي وجمهورية الكونغوزامبيا ومدغشقر وجزر القمر وتنزانيا ومملكة إسواتيني. وقال ناصر بوريطة أن الإجتماع يأتي بعد جولة جنيف الثانية الأسبوع الماضي، وكذا بعد مجموعة من المحاولات التي حاولت الأخذ بإفريقيا بعيدا عن الرزانة ومقررات قمة انواكشوط يوليوز الماضي، وتجاوبا مع عدة تحديات تشهدها القارة الإفريقية والتي تحتاج الدور الريادي المغربي والرؤية الملكية للملك محمد السادس قصد فسح المجال أمام الدول الإفريقية للتعبير عن مواقفها حول مجموعة من القضايا. وأبرز ناصر بوريطة أن الإجتماع الوزاري قد إستمد أهميته أيضا من خلال الخلاصات التي وصل إليها الإجتماع وتبنيه لبيان ختامي حمل مجموعة من النقاط الجد مهمة، على غرار الإجماع الحاصل حول المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء وهي مظلة الأممالمتحدة، وأن المسار الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام هورست كولر هو الوحيد لتطبيق مقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 2440 والذي يؤكد على حل عملي وواقعي دائم ومبني على التوافق، وأن لا مجال لأي مسار موازي أو مبادرات خارجة عن سياق الأممالمتحدة. و أوضح ناصر بوريطة أن الوزراء الأفارقة أجمعوا على مخرجات القمة الإفريقية بانواكشوط الموريتانية، والتي أكدت أن الاتحاد الإفريقي يتوجب عليه كباقي المنظمات الأخرى تقديم الدعم للمسار الأممي، ومواكبته ومساندة مساعي الأممالمتحدة المتعلقة بالمرجعيات الأممية والمسار الأممي، ومساندة في عناصر الحل موضوع جولة جنيف الثانية، مجددا التأسيس أن دور الإتحاد ليس وضع مسار آخر بل دعم مجهودات الأممالمتحدة. وأفاد ناصر بوريطة أن دعم الإتحاد الإفريقي لمساعي الأممالمتحدة سيكون من خلال “الترويكا” التي لا تعد آداة لوضع حلول، بل فقط آداة للدعم ومواكبة مجهودات الأممالمتحدة والتفاعل معها من خلال إخطار باقي أعضاء الإتحاد الإفريقي بتطور الملف داخل الأممالمتحدة، وهو ما أشار له البيان الختامي المتفق عليه اليوم. وأكد ناصر بوريطة في ذات السياق أن البيان الختامي تضمن رفض أي محاولات لتقسيم إفريقيا حول قضية الصحراء، ورفض كل المبادرات التي تعود بإفريقيا إلى الوراء والمحاولات للإلتفاف على القرار الإفريقي رقم 693، ومحاولة العودة إلى قبل قمة انواكشوط. وأبرز ناصر بوريطة أن مشاركة الوزراء الأفارقة كانت فعالة من خلال تسعة وعشرين تدخلا للتعبير عن المواقف المتفق عليها، مشيرا أن الدول المشاركة تتقاسم نفس التفسير والقراءة لقرار انواكشوط، مؤسسا أن الدول المشاركة ترفض كل المحاولات مهما كانت مظلتها لجر إفريقيا إلى الإنقسام ومواقف عفى عنها الزمن، مؤكدا ان الموقف الإفريقي تم التعبير عنه بشكل واضح في البيان الختامي. وواصل وزير الشؤون الخارجية أن هدف المغرب من تنظيم المؤتمر ليس خلق تحالف ضد آخر، بل خلق ارضية مشتركة والتوضيح بأن الأرضية التي تجمع ثلاثة ارباع إفريقيا هي أرضية انواكشوط، مؤسِّسا أن محاولات خلق واقع آخر مرفوضة من لدن الدول الإفريقية بدليل مشاركتهم والبيان الختامي.