إلى السيد حكيم بنشماس الأمين العام: تحية طيبة وبعد. هل مازال حزبنا موجودا. أم لا. قل لنا. فمنذ مدة لم نعد نسمع عنه شيئا. ومنذ أن ذهب بنكيران. وذهب إلياس العمري. صرنا نشعر بألا دور لنا. ولا أحد يعول علينا. ولا أحد يغرينا. ولا أحد يعتمد علينا. قل لنا. وهل نرحل إلى التجمع الوطني للأحرار. أم ننتظر. ثم أين قياديونا. فقد اختفوا كلهم عن الأنظار. وتبخروا. كما تبخر البام. ولا أحد منهم يظهر في وسائل الإعلام. ولا أحد منهم يعارض. وحتى العدالة والتنمية تركوه وشأنه. وصحيح أن عددنا غفير. بعد أن جمعتمونا جمعا. لكن ما هو مصيرنا. وماذا ستفعلون بنا. قل لنا أيها الأمين العام. وليس لنا الآن إلياس العمري. وليس لنا من يفزعنا مثله. ومن يخوفنا. ومن يسيل لعابنا. وليس لنا صديق صديق الملك. وعلى الأقل كان معه البام مغريا. وكنتم تكدسوننا فيه. وكنا مطمئنين. وكنا حزب السلطة. أما الآن فلا نعرف من نحن. وماذا نفعل في هذا الحزب. ولا كيف تتعامل معنا السلطة. وقد غضبنا في سوس. وفي الرباط. وفي أكثر من مكان. لأنك منشغل عنا بمنصبك في مجلس المستشارين. ومنشغل عنا بأصحابك. وحتى العربي المحرشي لا يعتني بنا. ويميز بيننا. بينما كلنا أبناء إلياس. وأبناء هذه الفكرة العجيبة التي خرج منها هذا الحزب العجيب. وحتى وئام لا تعتني بنا. ولا تنظر إلينا. ولا تعرفنا. وحينما نختلي بأنفسنا نتساءل هل نحن موجودون أم غير موجودين. وهل حزبنا مازال موجودا. ونتساءل هل عبد اللطيف وهبي معنا. وهل هو في الأصالة والمعاصرة. أم مع نفسه فقط. أم مع حزب آخر. ولا نخفي عليك أيها الأمين العام أننا نحن إلى زمن إلياس العمري. ونحن إلى سحره. وإلى طلاسمه. وإلى أفكاره العميقة التي لم نكن نفهمها. لكننا كنا نصفق له. وكنا نثق فيه. ونخاف منه. وكنا مطمئنين. وأننا سننتصر. وسيأخذ كل واحد منا ما كان يتمناه. وطبيعي أن نغضب. وطبيعي أن نطلب منكم توضيحا. وطبيع أن نحتج. وأن نفكر في طريقة تضمن لنا مستقبلنا. ونرى أصدقاء لنا يهرولون إلى الأحرار. فنخشى ألا يبقى لنا مكان. ولا موطىء قدم. وأن نتأخر عن الرحيل. ولا إمكانية لنا للعودة إلى أحزابنا السابقة بعد أن التهمها البام. ولا إمكانية للعودة إلى اليسار لأنه لم يعد موجودا. وننتظر إشارة من إلياس. لكنه لم يعد يتكلم. ولم يعد يكتب. ويتحدث معنا بالإشارة وحتى الباميون الذي يظهرون. فإنهم يظهرون بنفسية مهزوزة. وكأن مسا أصابهم. ويتفرج عليهم الناس وهم يصرخون ويتصايحون ويتشاجرون ويتلاكمون في مجلس مدينة الرباط. فقل لنا أيها الأمين العام. هل مازال حزبنا موجودا. أم أنه انتهى. وإذا كان الأمر كذلك. فإننا نطالب بتعويض عن الضرر. ونطالب بتوزيعنا على الأحزاب. قبل فوات الأوان. وكما جمعتمونا أول مرة. وكما تفتقت أذهانكم عن هذه الفكرة الجهنمية التي اسمها البام. فإنه يجب عليكم أن تجدوا لنا حلا. وشغلا. ومكانا. وأن لا تقصونا. فقد طال انتظارنا. وطالت عطالتنا. ولا أوامر تأتينا. ولا حل في نظرنا. إلا بعودة إلياس العمري. وعودة بنكيران. وعودة الخطر الإخواني. وعودة حركة من أجل الديمقراطيين. وعودة عبد الله القادري. والحزب الوطني الديمقراطي. والطاهر شاكر. لنركب التراكتور من جديد وبالفور يا الشيفور. ولنبدأ من الصفر. ومن جديد. كأن شيئا لم يحصل.