خذ إلياس العمري. خُذْهُ كما هو. خذه بقامته. خذه بهندامه. خذه بطريقة كلامه. خذه بحوارييه. خذه بمدوناته. ثم ضعه في كرسي. ضعه في منصة. ضعه في لقاء. ضعه في تجمع. ضعه في الصورة. بعد ذلك أوقفه. وإن كنت تفضله جالسا. أجلسه افعل ذلك حسب الذوق. وقبل أن تشرع في إعداد هذه الوصفة تذكره. تذكر إلياس العمري كيف كان قبل مدة. قبل اكتساح العدالة والتنمية. تذكره جيدا. ولا تنس أي تفصيل. لا تنس أي شيء يخصه. وتمعن فيه جيدا. ودقق فيه. فهذا مهم لتعرف هل عاد أم لم يعد. وهل استقال أم لم. وبعد ذلك. حدق أكثر في محيطه. وفي من يتصل به. وفي من كان يخشاه. وفي من كان مجرد ذكر اسمه يثير فيه الرعب. وقل لنا ماذا ترى. وهل مازالوا كما كانوا. وهل نفس النظرة. وهل نفس الخوف منه. ومن الأفضل أن تحضرهم. وترشهم أمامه. وتحطهم. واحدا. واحدا. وراقب أعينهم. راقب ما يفعلونه. وأحضرْ على الخصوص حزب التجمع الوطني للأحرار. وفتته. وفسخه. وانظر هل مازال تابعا لإلياس العمري. وهل مازالوا ملحقة له. وهل مازالوا مخلصين. وأحضر إدريس لشكر. وتمل في وجهه. وفي ملامحه. ثم جره. وقربه منه. وراقب هل يتلقى إشارة منه. وهل يضحك. وهل مطمئن. وهل به دوخة. وهل يبحث عن حل. وهل هو في ورطة. وينتظر إشارة. وهل يبحث عن منفذ. وهل يفتش عن منقذ. وهل يطلب النجدة. وأحضر الوداد. وأحضر الرجاء. وأحضر كرة القدم. وضعها في وسط الملعب. وأحضر الصحفيين. وأحضر الوزراء. وتأكد هل مازالوا يحترمونه ويقدرونه. وهل مازالوا ينتظرون على أحر من الجمر مكالمة منه. هل مازالوا ينتظرون توصية. وأحضر المعارضة. وهل مازال يعارض بها. وتتلقى منه الأوامر. وأحضر أحزابه المشاركة في الحكومة. وهل مازالت في جيبه. وهل مازال يشارك بها في الحكومة. وأحضر اليسار الجذري. وأحضر الثوار. وأحضر اليمين. وأحضر جمعيات المجتمع المدني. وأحضر الصين. وأحضر الأكراد. وأحضر السلطة الفلسطينية. وأحضر الحداثيين الجدد الذين تبنوا الحداثة مع ظهوره. وانظر هل مازالوا يشتغلون. وهل توقفوا. وهل هم أيضا في حيص بيص. فهذه كلها عناصر ومكونات ضرورية في الوصفة. ولو طبقتها. ولو أتيت بها. ووضعت مقاديرها بعناية. ستعرف هل عاد إلياس أم لم يعد إلى الأصالة والمعاصرة. و من تفاعلها معه ستعرف. ومن لا مبالاتها ستعرف. ومن إدارة ظهرها له ستعرف. ومن تغييرها للولاء ستعرف. وهل عاد أم لم يعد. وهل مازال هو هو. أم أنه الآن مجرد إلياس العمري. فإلياس العمري ليس مهما بل هالته. بل سلطته. وهي التي لو عادت سيعود. وسيعود معه حزب الأصالة والمعاصرة وأهم ما في الأمر هم الأثرياء. هم رجال الأعمال. قل لهم يريدكم إلياس حالا. وانظر إلى جوابهم. وإن قالوا لك طز فيك وفيه فاعلم أنه لم يعد. وإن قالوا لك من. من. من. فاعلم أنه لم يعد. وإن نظروا إلى مكان آخر فاعلم. وقد يكون الذي عاد هو فقط إلياس العمري. وإلياس العمري هو بشر مثلنا. ودون هالته. ودون الخوف منه. ودون الصورة المرسمومة عنه. يظل شخصا مثل كل الأشخاص. وسواء عاد أم لم يعد فالأمر سيان. وحتى لو عاد فإنه لن يعود. بينما هو منزوع الهالة. قم بكل هذا. وجرب هذه الوصفة. وستتأكد. وربما ستتذوق ما لا يخطر لك على البال. وربما ستكتشف أن الحزب كله لم يعد وأن رائحة شياط وأن الوصفة احترقت. ولن يأكل أحد في القادم من حزب الأصالة والمعاصرة ربما ربما. فليس مهما إلياس إنه مجرد اسم وليسا مهما غيره في البام كلهم مجرد اسماء بل التدخل بل هالته بل خوف الجميع منه بل هرولة الأثرياء والباترونا وهي التي يجب أن تسأل عنها وهي التي تجعل المرء مفلسا في دقيقة وهي التي تتبع الأقوى وتتلقف الإشارة قبل الجميع وهكذا ستعرف هل عاد حقيقة أم لم يعد وهل استقال أم لم يستقل وإذا عرفت رد علي فأنا بدوري أريد أن أعرف.