"جيل 2000 ماشي عبيد..ماتخلعوناش بالتجنيد”، بهذا الشعار استقبل تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمغرب القرار الحكومي القاضي بإضافة ساعة إلى التوقيت العادي (GMT+1) وذلك خلال احتجاجات شهدتها مؤسسات تعليمية بمختلف ربوع المملكة لليوم الرابع على التوالي. الشعارات السياسية التي رفعها تلاميذ المملكة تعيد الذاكرة إلى زمن الانتفاضات التي قامت بها الحركات التلاميذية سنوات 1981 و1984 والتي دفعت الملك الراحل الحسن الثاني إلى استعمال خطاب الوعيد ويصف المحتجين ب”الأقلية المارقة الفاتنة”، لكن “اليوم ليس كالأمس” يقول أستاذ كان ضمن التلاميذ المحتجين سنة 1984 ، مضيفا بالقول “نحن أمام ارتباك حكومي وصعود خطاب الشارع”. وبالرغم من إعلان وزارة التربية الوطنية عن تغيير التوقيت المدرسي، ليبدأ من الساعة الثامنة والنصف صباحا، عوض الساعة التاسعة، فإن التلاميذ المحتجين يرفضون بشكل مطلق هذا التوقيت المعدل، ويتمسكون بالعودة الى التوقيت العادي. سلا.. نشطاء الالتراس يقودون الاحتجاج “كود” انتقلت إلى عدد من المؤسسات التعليمية بمدينة سلا، ساعدنا في التعرف على أكثر المؤسسات احتقانا، سائق سيارة أجرة صغيرة يدعى (أ.م) فضل عدم ذكر اسمه، حيث انتقلنا على الساعة 10،30 إلى مؤسسة ابن الخطيب، حيث ظهر تجمع صغير لشبان وشابات يدرسون في الاعدادي والثانوي يتدارسون القيام بمسيرة نحو الرباط. يقول سائق طاكسي “ثانوية الصبيحي في حي السلا وتابريكت ومدارس بتلوين هذا أخطر المدارس التي شهدت احتجاجات عارمة طيلة الايام السابقة”، مضيفا أن “الاحتجاج اليوم تسبب في عرقلة السير”. ووقف ما عاينته “كود” فإن الاحتجاجات كانت عفوية إلى حد ما، حسب آراء تلاميذ سلا انخرطوا في مسيرة الغضب في اتجاه البرلمان، لم تكن مدبرة بل شاهدوا زملائهم في الرباط قاموا بالاحتجاجات أمام البرلمان وارتأو أن ينظموا مسيرة مشابهة. يقول بعض التلاميذ في حديث مع “كود” :”لسنا مشاغبين لكن هناك شباب لا يمكن السيطرة عليهم قد يخربون أي شيء أمامهم عندما يغضبون”. “أمال” التي تبلغ في العمر 16، تنشط في التراس الجيش الملكي، وتدرس بثانوية ابن الخطيب القريبة من مرجان بسلا، شاركت بدورها في الاحتجاج ورددت مع المئات من التلاميذ “الشعب يريد إسقاط الساعة”، تقول :”لسنا مرتاحين في منازلنا ولا في المدرسة الوضع الأمني متردي عندما نستيقظ باكرا فالخوف يعترينا لذلك نفضل العودة الى الساعة القديمة”. أمال تمشي واثقة الخطوات، لكن تنبه صحفي “كود” بمسك الهاتف جيدا لأن “بعض التلاميذ معروفون في المؤسسة بالسرقة التشرميل احيانا وهم بالضبط داخليون (أي يقطنون بالداخلية)”. الالتراس..المحرك القوي للاحتجاج شبكات الالتراس في المغرب، أصبحت في الآونة الأخيرة تتحول إلى حركات احتجاجية قيد داخل الملاعب، حيث من المتوقع أن تصير شعاراتها أكثر حدة. “فبلادي ظلموني..” الأغنية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، أبدعتها جماهير الرجاء البيضاوي، لكن سرعان ما تحولت إلى شعارا للمحتجين في مختلف مناطق المغرب، ولعل التلاميذ أكبر فئة استعملوها. في سلا رفض مؤطرو الاحتجاجات رفع الشعار بسبب انتمائهم إلى التراس الجيش الملكي، لذلك عمدوا على رفع شعارات مغايرة بالإضافة إلى حمل لافتة مكتوب عليها :”صعيب تحقق أحلامك فدولة متحقاتش فيها حتى الساعة”. الشغب والأسلحة البيضاء وتخريب الأعلام غياب التنظيم وعدم انضباط متزعمي الاحتجاجات تسبب في بعض الحوادث الجانبية، من قبيل تكسير زجاج سيارة أمام البرلمان، حيث تجمهر المئات من التلاميذ احتجاجا على اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة. ورفع التلاميذ شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط الساعة" للمطالبة بالتراجع عن العمل بالتوقيت الصيفي وإعادة الساعة القانونية للمملكة. وعمد بعض التلاميذ ممن أضربوا عن الحضور إلى القاعات الدراسية قبل ساعات من بدأ المسيرة الاحتجاجية ، إلى خلق نوع من الفوضى في الشوارع حيث لجأ البعض منهم إلى الضرب على واجهات الترام، معرضين أنفسهم إلى الخطر أثناء اندفاعهم إلى السكة المخصصة للترام. ورفع التلاميذ شعارات التراسات الأندية الكروية مما تتسبب في معركة للتراشق بالحجارة وحمل الأسلحة البيضاء وترديد كلمات نابية بطريقة جماعية، ليتطور الأمر إلى اقتلاع الأعلام الوطنية بالشوارع. والتحق بعض تلامذة إحدى المدارس مدججين بالعصي والحجارة إلى المسيرة، ليفر الآخرون في اتجاهات مختلفة، فيما وجدت بعض التلميذات الفرصة لاطلاق مواهبهم في الزغاريد والغناء واللهو. التحريض.. اتهامات متبادلة في الوقت الذي يطرح فيه السؤال من يحرض التلاميذ على مقاطعة الدراسة، لم يجد عثمان وحسن وايمان القادمين من مدرسة الصبيحي بالواد (منطقة توصف بالخطيرة من ناحية الجريمة بسلا) حرجا في تحريض زملائهم في الاحتجاج ورفع شعارات ضد العثماني. بالنسبة لبعض مدراء المؤسسات بسلا وجدوا أنفسهم في حرج، خصوصا أن بعض أولياء التلاميذ قدموا إلى المدارس للاستفسار عن التوقيت الجديد لكن أن يجدوا من يسمعهم لأن “الجو مشحون ولا يمكن فتح الأبواب خوفا من دخول المحتجين وبالتالي تخريب الممتلكات العامة” يقول إطار في إدارة بمؤسسة ابن الخطيب. في طنجة.. الانتفاضة انتفض مئات التلاميذ على قرار حكومة العثماني اعتماد التوقيت الجديد (غرينيتش + ساعة)، إذ شهدت معظم المؤسسات التعليمية بمدينة طنجة، مقاطعة للفصول الدراسية ووقفات احتجاجية داخل المدارس وخارجها، تنديدا بإبقاء التوقيت الصيفي على طول السنة. وخرجت التظاهرات بطنجة، وذلك استجابة لدعوات مجهولة كانت قد انتشرت بشكل واسع قبل أيام على شبكات التواصل الاجتماعي. وتجمهر التلاميذ القادمين من مختلف المؤسسات التعليمية بساحة الأمم وسط مدينة طنجة، رافعين شعارات من قبيل: “مقاريشي مقاريشي”، “ولا لا ثم لا للتوقيت المهزلة”، “والعثماني سير فحالك الحكومة ماشي ديالك”.