تسببت الأمطار الغزيرة التي تتهالرطل على العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس منذ فجر اليوم السبت في إرجاء ذهاب نهائي كأس “ليبيرتادوريس” بين ناديي “بوكا جونيورز” و”ريفر بلايت” الذي كان مقررا على الساعة الخامسة بعد عصر اليوم بالتوقيت المحلي (الثامنة بالتوقيت العالمي). وقبل نحو ساعتين من موعد بدء هذه القمة، أعلن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، أن مباراة الذهاب بين الناديي ن الأرجنتينيي ن قد تقرر إرجاؤها، موضحا أنها ستقام يوم غد الأحد على الساعة الرابعة عصرا (السابعة بالتوقيت العالمي) بدلا من اليوم. وذكر الاتحاد، في بيان، أن “العرس الكروي قد تأجل إلى يوم غد الأحد 11 نونبر الجاري على الساعة الرابعة عصرا لأسباب قاهرة”. وأوضح أن تبلل أرضية ملعب “لابومبونيرا” نتيجة التساقطات الغزيرة دفع إلى تأجيل هذا النهائي التاريخي الذي يجمع بين فريقي العاصمة الأرجنتينية للمرة الأولى في تاريخ كأس “ليبرتادوريس” الأميركية الجنوبية، المماثلة لدوري أبطال أوروبا. وذكرت تقارير محلية أن إرجاء المباراة جاء على إثر جولة أجراها حكم المباراة، روبيرتو توبار ومساعدوه في أرضية الملعب فضلا عن المخاوف من عواصف رعدية قد تضرب العاصمة. وأعلنت الأرصاد الجوية الأرجنتينية أنه من المرتقب أن تشهد العاصمة تساقطات مطرية غدا الأحد. وعلى الرغم من الامطار الغزيرة والرياح، توافد عشرات الآلاف من أنصار فريق “بوكا” الى مدرجات ملعب “لابومبونيرا” قبل الشروع في الانسحاب منه نتيجة هذا القرار. ووصلت أسعار بطاقة الدخول لمباراة الذهاب التي كانت مقررة بعد عصر اليوم، إلى مستويات خيالية في السوق السوداء تجاوزت 180 ألف بيسو، أي ما يعادل 4900 دولار أميركي، فيما لم يكن سعرها الأصلي يتجاوز 70 دولارا. ويعكس ذلك استقطاب المباراة لاهتمام كبير من جمهور الفريق المضيف “بوكا”، النادي الذي يقع مقره في الضاحية الأكثر شعبية في العاصمة، في مواجهة منافس يتمركز في إحدى الضواحي الراقية. وتقام مباراة الإياب في 24 نونبر الحالي، على ملعب “مونومنتال” الذي استضاف نهائي مونديال الأرجنتين عام 1978. وحجب الشغف الذي يواكب اللقاء الملتهب بين الغريمين التقليديين للكرة الأرجنتينية ظرفيا الأزمة التي يمر منها ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية. وقبل أيام، دعا رئيسا فريقي “بوكا جونيورز” و”ريفر بلايت”، على التوالي، دانييل أنخيليكي، رودولفو دونوفريو، في بيان مشترك تلي خلال مؤتمر صحافي، مشجعي الفريقين إلى متابعة هذا العرس الكروي ب “شغف” و”هدوء” ، مؤكدي ن أن الأمر يتعلق بمباراة بين “غريمي ن وليس بين عدوي ن”. وعلق الرئيس الأرجنتيني، ماوريتسيو ماكري، الرئيس السابق ل “بوكا جونيورز” (1995-2007)، على هذه المواجهة قائلا “لن أستطيع النوم جراء هذه المباراة”. وطالب ماكري بالسماح لأنصار الفريق الضيف بمتابعة اللقاء في مدرجات الملعب، لكن دونوفريو رد على هذه الدعوة بالقول “لا أريد تلطيخ يدي بدماء أحد”. ولتفادي حدوث أعمال عنف بين أنصار الفريقين، ستعقد مبارتا الذهاب والإياب بحضور مشجعي الفريق المستضيف و متابعة أداء فريقهم انطلاقا من المدرجات. وحجز ممثلا كرة القدم الأرجنتينية قبل أيام بطاقتيهما على حساب ممثلي البرازيل، إذ تمكن “ريفر بلايت” من الوصول إلى نهائي “ليبرتادوريس” بفوزه على مضيفه “غريميو بورتو أليغري”، حامل اللقب 2-1 إيايا بعدما كان خسر 0-1 ذهابا في بوينوس أيرس، ولحق به “بوكا جونيوز” بتعادله مع مضيفه “بالميراس” 2-2 إيابا بعد أن تغلب عليه 2-0 ذهابا في بوينوس أيريس. وسبق للناديي ن الأرجنتينيي ن أن التقيا في نهائي المسابقة القارية، وتعود أحدث مواجهة بينهما في هذا الإطار إلى مباراة ربع النهائي في 2015، وهي السنة التي توج فيها “ريفر بلايت” بلقبه الثالث. ويعود الفوز الأخير ل “بوكا جونيورز” بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس، ويسعى إلى معادلة الرقم القياسي الذي بحوزة النادي الأرجنتيني إنديبنديينتي صاحب 7 ألقاب في المسابقة. يذكر أنها المرة الأخيرة التي سيقام فيها الدور النهائي ل “كوبا ليبرتادوريس” بنظام الذهاب والإياب، حيث تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية اعتبارا من العام المقبل من هذه التظاهرة الرياضية التي ستسضيفها العاصمة الشيلية سانتياغو.