التحالف السياسي بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية، ليس على ما يرام ويفتقد لأدنى شروط استمراريته، ولعل الخرجات المتتالية لزعماء الحزبين والحرب الكلامية التي تدور بين قياداته تكشف أنه سعار الاستعداد للمعركة الانتخابية لسنة 2021 ستشتد أكثر في الأيام المقبلة. تصريحات الطالبي العلمي، القيادي البارز في حزب الحمامة، كانت النقطة التي أفاضت الكأس، وبالرغم أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الأمين لحزب المصباح، أكد أن ازمة التصريحات تم تجاوزها، لكن هذه “الكذبة” لن تنطلي على أحد، فالدليل والبرهان يتضح من خلال التصريحات التي أدلى بها قياديون آخرون وما يتم الحديث عنه في المجموعات الخاصة بالواتساب والفايسبوك حيث يرى القياديون أن تصرفات الأحرار يجب التصدي لها. وما زاد الطينة بلة، هو تصريح لرئيس التجمع الوطني للأحرار، بمدينة شتوكة آيت باها (التابعة لنفوذ جهة سوس ماسة)، خلال مشاركته بالجلسة الإفتتاحية للمنتدى الأمازيغي "أزا" aza forum، يوم الجمعة الماضي، عندما علق على تسمية أزقة أكادير بأسماء فلسطينية، قائلا : "بالله عليكم لو كان المناضلون الأمازيغيون الحقيقيون؛ متواجدين داخل مجلس الجماعة وحاضرين فيه بقوة، ألن يغيروا الأمور"؟. هذا التصريح لم يستسيغه حزب “العدالة والتنمية”، حيث وصل الأمر إلى حد وصف رئيس الحزب باللي ما كيعرفش الأمازيغية، وفق ما تناقله نشطاء البيجدي على لسان محمد امكراز، الكاتب الوطني لشبيبة “العدالة والتنمية”، وعضو الامانة العامة لحزبه. وسيكون ملف “الأمازيغية” وغيرها من القضايا (الحريات الفردية، النموذج التنموي، ..)، محور الحرب السياسية بين الحزبين في القادم من الأيام. ويأتي هذا كله في الوقت الذي تشكلت فيه لجنة وطنية بحزب العدالة والتنمية لوضع استراتيجية الاعلام للمرحلة المقبلة، بالموزاة مع توجه لدى قيادات الاحرار نحو خوض حرب اعلامية ضد البيجيدي.