طنجة تزدهر.. المدينة تكبر وتتوسع وتترامى .. والتوسع يفسد الهواء .. المدينة ثلثها حراس سيارات..و ثلث آخر متسولون من كل الأصناف.. و الباقي قسموه بين باعة متجولين ولصوص تلفونات وأطفال مطرودين من المدرسة و ولاد لفشوش بجغوارات آخر صيحة..و تجد أيضا مخبرين وعمال و عاملات نظافة وموظفي أبناك يلبسون الكرافاتا والبذلة في صهد غشت وموظفين سيبحثون عن قروض قبل العشر الاواخر نجاكم منها الله و سواق تاكسيات يقررون في مصير الآخرة ويفتون في الدين و عاهرات و فراشة و صحاب فاكانس و تجار مخدرات و باعة كالينطي.. كان يشم سيلييون و يشرب جانكا لانكووول و يطيح للأرض وينهض متمايلا .. لكنه حريص على سيارة أجنبية وقفت .. قال بصوت ثقيل مبحوح : وقف لخاوا هنا ..أراها هنا.. جاء عساس آخر مثلما يحدث على فريسة في غابة وطرده ..جرى عليه. فانزوى صاغرا قرب باب العمارة المهجورة يضع كفيه مضمومتين ملتصقتين على أنفه وينظر الى الساحة والعالم من غرفة القيادة في السماء السابعة. هل هناك إحصاء عن عدد الاطفال المشردين والمتسولين وحراس السيارات في طنجة..سؤال إلى المندوبية السامية للتخطيط التي تدرس و تخطط لمستوى سعادة المغاربة في الخمسينية القادمة. مضى العساس صاحب المكان إلى حال سبيله .وخلت الاجواء لصاحب السيلسيون و الجانكا مثل ضبع ليعود الى الفريسة.. الآن تسلم سلطة تعليمات: سير سير ..جر عندك ..براكي براكي..لكنه كان فاقدا لوعيه و يسقط..و يشم.. جاء بعد لحظات مايكل شوماخر و أراد وضع سيارته الضخمة في مكان ضيق لا يتسع لمد رجليك.. ربما هو أيضا مول السيارة الفاخرة قد شم سيلسيون أو شيئا آخر. اراك للفراجة..كيف تدخل ناقة في عين إبرة.إستنجد غريق بغريق.. إنه المجتمع الحداثي الديمقراطي. واحد يشم سيلسيون والثاني سائق يدخل سيارة فاخرة في عنق زجاجة. الرباط عاصمة الانوار ليست أحسن حال من مدن أخرى.. كل أصناف المحتالين والمتسولين يملؤون ساحة مارشي سانترال وباب الحد وباب الديوانة. مثل طنجة والبيضاء بيت الما وبيت الراحة الذي شيده الاستعمار الغاشم مفقود.. الناس تتبول وتقضي الحاجة حسب إجتهاد الأئمة. وفي شارع محمد الخامس الذي كان معلمة من معالم العاصمة وقع ما كان منتظرا خلال السنوات الاخيرة و بشهادة زميلنا أمين أزروال : كروسة الهندي تحتل مكانها في أجمل شوارع المغرب.. اليوم كروسة الهندية في قلب العاصمة. وغدا تشواط الريوس وباعة سكاكين العيد و تريبيورتور البطيخ ومهاجرون أفارقة يتبولون على بناية البريد. بعد أن سقط مهندس المدن العصرية للمغرب مريضا خلال جولة في فاس قرأوا اللطيف في القرويين ورفعوا الدعاء له . ثم كتبت له حياة أخرى.. لترقد في سلام ليوطي..