لم يمضي الإمتناع الروسي عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير المتعلق بملف الصحراء رقم 2414، مرور الكرام على جبهة البوليساريو، حيث إستغلت في الفترة الاخيرة الرفض الروسي للإحتكار الأمريكي للملف على مستوى “مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية”، قصد التودد إليها سعيا لترويج أطروحتها الخاصة بالملف. وسيرا على هذا النهج بلغت مرحلة تودد البوليساريو من روسيا أشدها، عندما وجه زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي الاربعاء الماضي رسالة تهنئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لإستقلال روسيا الإتحادية، والتي عبر فيها عن إرتياحه من مضمون الموقف الروسي بخصوص نزاع الصحراء، مشيرا ل “إرادة” جبهة البوليساريو في العمل وفقا لإطار الأممالمتحدة ل”إنجاح” المفاوضات بين طرفي النزاع. وكان الموقف الروسي من ملف الصحراء، قد بدء يتسم بالضبابية قبيل إعتماد القرار الأممي قبل الأخير رقم 2351، حيث أسفرت زيارات متعددة لقياديين في جبهة البوليساريو لموسكو ولقاءات بمسؤولين في خارجيتها عن خروج روسيا من قوقعة اللاموقف والسكوت لمرحلة السعي للعب دور أكبر في الملف على مستوى مجلس الأمن الدولي، خاصة في السنة الأخيرة، والتي شهدت قبل إعتماد القرار 2414 لقاءا رفيعا لوزير خارجيتها سيرغي لافروف، ونائبه ميخاييل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي المكلف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رفقة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لملف الصحراء هورست كولر للتباحث حول النزاع والإحاطة بتطوراته.