حذر المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أعضاءه، "من كافة المستويات"، مما أسماه بيان المجلس "السقوط في فخ التدمير الذاتي الذي يحاول البعض جرنا إليه"، دون أن يفصل في الموضوع. يأتي ذلك في سياق مواجهة شرسة داخل الحزب بين تياري الأعضاء المتحدرين من اليسار والأعيان والمنتخبين القادمين إلى الحزب من أحزاب اليمين الإداري.
مواجهة أحدثت للحد من تداعياتها على الحزب لجنة للحكماء تضم ممثلين عن هاتين الحساسيتين قصد الحسم في تزكية وكلاء اللوائح الانتخابية التي سيتنافس بها الحزب على مقاعد مجلس النواب المقبل خلال انتخابات 25 نونبر السابقة لأوانها.
من جهته وجه محمد الشيخ بيد الله، أمين عام الحزب في كلمته بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للبام، انتقادات حادة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي دون أن يذكره بالاسم، على خلفية تهديد قياديين من هذا الحزب بالنزول إلى الشارع إذا فاز البام في الانتخابات المقبلة. يقول بيد الله مخاطبا هؤلاء "وللذين يروجون لخطاب المأساة، والتهديد بالنزول إلى الشارع، إذا فاز حزبنا في الانتخابات المقبلة، نقول لهم، إنكم تصادرون بقولكم هذا إرادة الأمة وحق الناخبين، وأنكم تسيئون لذكاء المغاربة، وأنكم تستأصلون حقنا كحزب في الوجود وفي المشاركة". ثم يضيف مؤكدا "إننا سندخل إلى غمار الانتخابات المقبلة مسلحين بوجاهة اختياراتنا السياسية وبمكانتنا كحزب يتصدر المشهد الحزبي وفق آخر انتخابات، وأننا لسنا دعاة مناصب ولا كراسي، بل أسسنا لهذه التجربة لكي نساهم في إبعاد بلادنا عن الخيار الارتجاعي الذي لاحت ملامحه في أعقاب الانتخابات التشريعية لسنة 2007، و نشارك في بناء المشروع المجتمعي الذي أسس له جلالة الملك محمد السادس نصره الله".
أمين عام الحزب الذي نال نصيبا وافرا من انتقادات الشارع والقوى السياسية الداعمة لحركة 20 فبراير على مدى الأشهر الماضية، شكر زملاءه على "مشاركتهم الفعالة" في حملة الاستفتاء الدستوري، قائلا "هذه المشاركة غير المشروطة، لا نريد من استحضارها اليوم إلا تهنئتكم على قوتكم التعبوية وحسكم الوطني، ومعاذ الله أن نطلب من ورائها مقابلا نزايد بمقتضاها على الدولة أو على باقي الفاعلين، لقد قدمتم أيها السيدات والسادة جوابا سياسيا في مشاركتكم تلك، لتردوا بأدب وبضمنية على ما دسته تلك الأيادي الخفية من شعارات مغرضة ومن أحقاد في مطالب الشباب المغربي".
إشارة يمكن اعتبارها بمثابة رد ضمني على خطاب حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي أكد عدد من قيادييه أن أي انتخابات لن تقودهم إلى الحكومة "لن تكرس أي تغيير"، مذكرين بمشاركة الحزب الفعالة في حملة التصويت على الدستور ب"نعم".