محمد أحداد صعد حزب الأصالة والمعاصرة من لهجته ضد خصومه خلال انعقاد أشغال مجلسه الوطني الأخير يوم السبت الماضي بالرباط، حيث أطلق حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، النار على الأمين العام لحزب الاستقلال على خلفية تصريحاته الأخيرة حول تشكيل جبهة رفض بمعية حزب العدالة والتنمية في حال فوز «البام» بالانتخابات المقبلة. واعتبر بنعدي أن مثل هذه التصريحات «تعد انزلاقا خطيرا» و«ابتزازا غير مقبول» ومزايدات سياسية تسيء إلى العمل الحزبي الجاد. أشغال المجلس الوطني، التي غاب عنها كل من مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة وإلياس العماري، تحولت إلى لقاء لمهاجمة خصوم الحزب، حيث دافع الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن «التحالف من أجل الديمقراطية»، موضحا أن «عقلية المؤامرة عند البعض حاولت أن تبخس من هذه المبادرة، وتبين أنها تكيل بمكيالين، فحين يتعلق الأمر بتحالف الأحزاب المشكلة ل«جي 8» مع الأحزاب التي تهاجمنها فهي مرحب بها، لكن حين تتحالف معنا فهي في تقديرهم هجينة». وانتقد بيد الله، الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، ما أسماه «الجهات التي حاولت أن تشيطن التحالف من أجل الديمقراطية، والتي لن تفلح في ثنينا عن المضي قدما للعمل بعيدا عن منطق التحالفات الكلاسيكية المعروفة، في تحالف طويل استراتيجي طويل النفس». واتهم بيد الله في معرض حديثه عن المرامي التي يبتغيها التحالف من أجل الديمقراطية جهات بعرقلة هذا التحالف ورميه «بالراجمات». وفي إشارة واضحة إلى حزب العدالة والتنمية، اعتبر بيد الله أن التلويح بالنزول إلى الشارع للاحتجاج إذا فاز حزبنا بالانتخابات المقبلة مجرد مزايدة سياسية ومصادرة لحق الآخرين في المشاركة السياسية. وشن بيد الله هجوما لاذعا على من أسماهم الاستئصاليين والحاسدين المتربصين بحزبه، الذين حاولوا، في تقديره، عزل الحزب ومحاصرته. ووجه بيد الله كلامه إلى خصومه قائلا: «إنكم تصادرون حقنا في المشاركة السياسية، وبذلك تسيئون إلى ذكاء المغاربة، وإننا رغم أنفكم سندخل إلى الانتخابات المقبلة بوجاهة اختياراتنا السياسية». وعاد بيد الله من جديد إلى مهاجمة «أياد خفية» لم يسمها «عملت على الركوب على مطالب 20 فبراير ودست شعارات مناوئة لحزبنا»، مبرزا في نفس الوقت أن حزب «البام» سيستمر في الدفاع عن مشروعه الطموح، رغم «نوايا السوء» التي يحملها الاستئصاليون.