أسابيع قليلة بعد حسم تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم التأهل إلى مونديال المكسيك 1970، فاجأ عمر بوستة، وزير الشبيبة والرياضة حينئذ، الجميع واتخذ قرارا يقضي بإبعاد المدرب الفرنسي كي كليزو، وإسناد مهمة تدريب أسود الأطلس إلى المدرب اليوغوسلافي المغمور بلاغوز فيدينيش. حين سئل وزير الشبيبة والرياضة عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ ذاك القرار، رد بأن كي كليزو، والذي كان مفضلا لدى الملك الحسن الثاني، هو من طلب إعفاءه لأسباب صحية تمنعه من القيام برحلة طويلة عبر الطائرة. قد يحتمل هذا الجواب شيئا من المنطق، غير أن التعاقد مع مدرب شاب، لم يسبق له أن خاض أية تجربة في التدريب، طرح حينها أكثر من علامات استفهام. ذلك أن بلاغوز فيدينيش، المولود يوم 11 يونيو 1938، كان قد أنهى للتو تجربته الاحترافية كحارس لمرمى فريق سان لويس ستارز الأمريكي مع نهاية موسم 1968-1969، ولم يخضع أبدا لأي تأهيل تدريبي، وكل ما كانت تحفل به سيرته الذاتية، مشاركاته كحارس مرمى في الدوري اليوغوسلافي، ومسيرته الاحترافية غير الناجحة في الدوري الأمريكي، إذ لعب في ثلاثة مواسم ورفقة ثلاثة فرق 47 مباراة فقط. ومع ذلك، ابتسم الكثير من الحظ لهذا اليوغوسلافي الشاب، ووجد نفسه حاضرا، بقوة الفعل، في أكبر تظاهرة عالمية لكرة القدم، ربما لم يكن يحلم، أبدا، بشيء مماثل، لولا “حكمة” مسؤول مغربي، رأى ما لم يره الآخرون، لكن من سوء طالع عمر بوستة أنه أعفي من مهامه يوم 23 مارس 1970، بعد أقل من سنة عن تنصيبه، أي أنه وجد نفسه، في الأخير، كمسؤول سامٍ عن القطاع مقصيا من حضور مونديال المكسيك.