شحذت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو خردتها الإعلامية لاستغلال وفاة محمد الأيوبي، المدان بعشرين سنة سجنا نافذة على خلفية ملف اكديم إيزيك، حيث سعت جاهدة لتهييج الرأي العام بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتسييس الوفاة تحت مسمى “استشهاد” و”الشهيد”، مروجة أخبارا زائفة حول وفاته نتيجة لمضاعفات صحية ناجمة عن “التعذيب” الذي تعرض له في السجن المحلي لسلا. الأكثر من ذلك استغل إعلام البوليساريو معاناة المتوفي بشكل لاإنساني، عبر نشر فيديو يوثق لحظات احتضاره بمستشفى الحسن بن المهدي في العيون، دون مراعاة مشاعر وأحاسيس ذويه، متجردة من الوازع الأخلاقي، ومتاجرة بلحظات أخيرة من روح بشرية لترويج أطروحتها السياسية على حساب قدسية الموت التي منحها الإنسان والصحراويون قيمة اعتبارية فوقية، ما أفضى لحالة غضب واستياء شديدين في الأوساط المحلية التي استنكرت تغاضي الإعلام عن حرمة الموت. الفيديو الذي تحصلت “كود” على نسخة منه، والمرفوق بمعزوفة كمان حزينة يظهر فيه المتوفي وهو يلتقط آخر نسمات الحياة، دون سند إلا من رعاية طبية مقدمة له من المستشفى كسائر المواطنين المغاربة، حيث تخلى عنه من زجوا به في آتون معركة خاسرة، ليفتضح أمرهم وهم المتاجروت بالبشر قبل المبدأ والرأي.