مؤسف كثيرا أن نعيش مساءات وصباحات بهذا الكم الكبير من الألم والبؤس، مؤسف كثيرا أن تأخذ أخبار الموت الإعتداء والاغتصاب والاقتتال والفضائح الحيّز الأكبر من حياتنا، مؤسف كثيرا أن نمضي بقلب خائف من كل شيء، حذر يهاب الحياة أكثر من أن يحبها، مؤسف أكثر وأكثر أن نفكر في إنجاب طفل في هاته الأرض البئيسة بِنَا… مؤسف جداا ياوطني ماحصل بضواحي إحدى مدنك(الصويرة )، خمسة عشر روحا صعدت إلى السماء تشكو لخالقها هوانها على الناس خمسة عشر روح اذا سئلت بأي ذنب قتلت سيكون الجواب الحصول على "خنشة طحين" تسد رمقهم. مؤلم جدا أن تقضي نحبك، وأنت تحاول الحصول على مساعدة غذائية شحيحة من "جمعية خيرية" في ظل الغياب المستمر للدولة الاجتماعية. .نحن لا نختلف عن سوريا كثيرا.. أو عن أي منطقة منكوبة جراء حرب أهلية. لان مسؤولوك يا وطني أوصلونا حيث شاءوا.. نموت في طوابير الخبز والقمح كالصراصير.. يدوس بعضنا بعضا من أجل سواد عيون قنينة "لوسيور".. ندهس وجوه بعضنا البعض لنصف لتر من حليب معلب.. سرقوا خبزنا وقوتنا، وغير مستبعد؛ إن استمر الحال كما هو عليه؛ أن يعود "البون" لسالف زمانه، يوم كان أهم من كناش الحالة المدنية في درج دولاب المزاليط. لا نريد منكم قطارا فائق السرعة… لأن الفقر والعوز الفائقي السرعة ينخرون عظامنا.. مؤسف يا وطني كيف تكرم الأم على ارضك، تكرم بجعلها تتدافع فيما بينها للحصول على القليل من الدقيق، فتموت مدهوسة بالأرجل وتهديها الدولة كفنا أبيض، لتنظاف للائحة شهداء لقمة العيش . أتعلم كيف تكرم الأم على أرضك يا وطني؟؟! تتم إهانتها من طرف أعوان سلطتك فتحرق جسدها الطاهر الشريف مودعة الحياة ؛نعم بهذه البشاعة ودعتنا يمة فتيحة. محزن ياوطني كيف نكرم عجائزنا! تكرّم بالصعود إلى عمود مظالم غير عابئة بجسدها النحيل كما فعلت مي عيشة. تهدّد بالانتحار حُزنًا على متاهات قضاء لم ينصفها، تبكي ألمًا على حق ضاع وراء سطوة البيروقراطية والزبونية.. وفي النهاية يتلقفها تجار السياسة للركوب على قضيتها. تكرّم الأم على أرضك يا وطني باعتقال أبنائها لأنهم خرجوا يطالبون بمستشفى وطريق وجامعة وماء للشرب .. فتجبر على قطع مئات الكيلومترات حتى ترى فلذات كبدها وهم يعاقبون لأنهم رضعوا الكرامة من ثديها. هذا وجهك الحقيقي الخفي يا وطني، الذي طالما وضعوا له المساحيق والمكياجات لاخفاءه ، لك الله ياوطني فأنت في كل الحالات مذموم مثل السمك..