يسكن شيطان الآن في حزب العدالة والتنمية. هذا ما قاله الفقيه أحمد الريسوني بالحرف، نافيا لموقع هسبريس، أن يكون الحزب مخترقا من أجهزة الدولة و مخابراتها. وقد يكون إبليس لعنه الله من يحرض الرميد. وهو الذي يدفع عزيز الرباح ويوسوس له كي يرد على بنكيران. وربما هو من يلعب في رأس الأمين العام. لكن كيف سمحتم له بالدخول إلى الحزب، وما نفع تدينكم، وما نفع حركة التوحيد والإصلاح، والمرجعية الإسلامية، وحجايي عفتي. إن كان الشيطان قادرا على التسلل إلى حزبكم بهذه السهولة. فهل تتحدث بجد يا ريسوني. أم أنك تمزح. أما إذا كنت جادا. فصدقني أن كل ما يحدث لكم هذه الأيام تستحقونه. وأكثر. كل شيء واضح. والرجل حاربوه. وطردوه. وصنعوا له قصة البلوكاج.وأنت تظلم الشيطان. وتقحمه في لعبة لا علاقة له بها. لعبة مغربية محضة. ومعروفة منذ قرون. وضحاياها كثر. فأي شيطان يا فقيه. لقد دوخك الخليجيون. وغدا ستعالج العدالة والتنمية بالرقية الشرعية. كأنك لا تعيش معنا. ولا تتابع الأخبار. كأنك لم تعد مغربيا. ولا تعرف خروب بلادك. وأتخيل الآن الشياطين المغاربة الذين مثلوا البلوكاج وصنعوه ينقلبون على قفاهم من الضحك وهم يسمعونك. وأرى عزيز أخنوش يضحك في عبه. ومن تفتقت عبقريته على حيلة أهمية الاتحاد الاشتراكية وعلاقاته في الخارج وتأثيره العالمي أراه يقهقه. وقد يوافقونك الرأي. ويدعمون تحليلك. وقد يتلقفون ما صرحت به كهدية غالية منك. وقد يشكرونك. ولا أعرف بمن تذكرني. آه. آه. نفس المرجعية. كما لو أنك تستعين بالفيزازي وبجنيه اليهودي. وبينما هو استعان بالجني اليهودي. اخترت أنت الشيطان. ولو كان الشيطان قادرا على الكلام. ولو لم يكن مطرودا. وملعونا. لكذبك. رغم أن الأمر لا يحتاج إلى تكذيب من الشيطان. فكل شيء واضح. والقضية تتعلق بموقف سياسي. وباستقلالية للقرار. وبتراجع ديمقراطي. أما الشيطان فبريء. وليس عاطلا عن العمل كي ينشغل بأمور لا تعنيه. وليس بطالا كي يترك كل شيء. ويخلق الحزازات بين الإخوان في العدالة والتنمية. وكل هذا كي تدفع عنهم التهمة. وأن الأجهزة اخترقتهم. بينما لا أحد قال هذا. بينما يكاد المريب أن يقول خذوني. وبدل أن تدافع عن الرميد وعن الرباح وعن رفضك لولاية ثالثة. وهو موقف تحترم عليه. ويدخل في إطار "التدافع" والاختلاف، تأتي بإبليس. وتورطه. كأنك تقول لهم تعالوا. كأنك تشجعهم. كأنك تطمئن هؤلاء الشياطين المغاربة. وتشجعهم على المزيد. وأنها فرصتهم. ليذلوا الخزب أكثر. مادام الضحية يبرئ المتهمين. وما دام الشيطان هو الذي يوسوس الآن في صدور قياديي الحزب. فلا دخل لأحد في ما يقع الآن داخل حزب العدالة والتنمية وأجهزة الدولة بريئة. والبلوكاج لم يحدث. والعدالة والتنمية لم ينجح في الانتخابات. ولم يمدد لينكيران كي يستمر رئيسا للحكومة. لكنه الشيطان ومن شدة مكره دخل إلى مقر حزب العدالة والتنمية وزرع البغضاء بينهم. وبعد سنوات من الآن. وبعد أن يتأسف الجميع على هذه الفرصة التي ضيعناها في التعود على الديمقراطية. وفي خطو خطوة أخرى إلى الأمام سيأتي مؤرخ ويستحضر ما قاله الفقيه الريسوني وسيخبر المغاربة أنه شهد شاهد من أهلها. أن الكل كان بريئا. والشيطان هو الذي كان السبب. وسيضحك شياطين المستقبل من الريسوني. وسيحكون لأبنائهم عن ادعاءات البشر. وستضحك أجهزة الدولة. وستضحك الأحزاب. وسيجمع المغاربة على أن حزب العدالة والتنمية كان يستحق ما وقع له. مادام الذي علمهم السحر كان يفكر بتلك الطريقة. وصراحة ولحد الساعة لا أعرف هل تمزح أم أنت جاد ورغم أني لا أفقه كثيرا في الدين وسمعتي سيئة فأنا متأكد أن الله سبحانه لم يخلق الشيطان لنضعه كمشجب نعلق عليه كل أهوائنا وتنازلاتنا وسقوطنا المدوي ونستغله لنبرر به ما لا يبرر وللأسف فإنه ليس بإمكان الشيطان أن يكتب بيان حقيقة وإلا كان كذبك ونفى أي علاقة له بما يحدث في المغرب وصرح بأن هذه البلاد لها شياطينها الإنس وهم أخطر منه وأقوى ويغرون أي متنطع وأي مزايد وأي رافع شعارات فيستسلم لهم في النهاية ويرضخ وبعد أن يمسخوه ويستعملوه ويمسحوا به الأرض يرمونه كما رموا من قبله.