الزلزال الملكي دمر المستقبل السياسي لشخصيات بارزة وخلط الأوراق داخل أحزاب. وأبرز «المنتهين سياسيا»، عقب رجة، اليوم الثلاثاء، الكبرى، التي أحدثتها خلاصات المجلس الأعلى للحسابات حول برنامج «الحسيمة منارة المتوسط»، نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، الذي، رأى مراقبون، في إعفاءه من منصبه الوزاري «خاتمة سيئة» ل «شيوعي معقول» قد يمتد تأثيرها إلى الحزب الذي بات يتنبأ له أكثر المتفائلين بالاندثار. شخصية أخرى، ورغم أنه لا رصيد سياسي لها إلا أنها توجه المصير نفسه، ويتعلق الأمر بمحمد حصاد، الذي من المحتمل أن يكون إدراج إسمه في لائحة «المعاقبين» ملكيا سببا في التراجع عن تسليمه، خلفا لمحند العنصر، دفة قيادة سفينة الحركة الشعبية، الذي أضحت قيادته مطالبة بالتسريع بالبحث عن «منقذ» جديد قادر على ترميم بيت الحزب قبل انهياره، خاصة مع تآكل ما تبقى من رصيد شعبيته، بعد كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن اثنين من مناضليه معنيين بالاختلالات التي سجلت في البرنامج المذكور.
وبما أن مصائب قوم دائما تكون لآخرين فوائد، فإن «البيجيدي» كان المستفيد الأكبر من رجة اليوم، إذ لم يكتف فقط بالخروج سليما من وسط هذا الخراب السياسي، بل نجح في كسب نقاطا إضافية حصدها بخلو سجل قادته المستوزرين في أول حكومة يقودها الحزب ذي المرجعية الإسلامية من أي نقطة سوداء قد تلطخه.