«مجدوب البيجدي» ممتفاقش مع الرميد بشأن قرار تقديم استقالته من حكومة سعد الدين العثماني في هذا الظرف. عبد العزيز أفتاتي، وفي أول رد فعل من قيادي في العدالة والتنمية على خبر نشرته «أخبار اليوم» مفاده أن وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان أبلغ العثماني برغبته في مغادرة سفينة الحكومة في أجل قريب، قال، في تصريح، ل «كود»، «هذا ليس حلا. العدالة والتنمية مسؤول عن جزء مما يجري حاليا، وينبغي عليه أن يتحمل مسؤوليته في تصحيح الوضع».
وأضاف «الاستقالة بالشكل الذي روج له ليس حلا. يجب أن نذهب موحدين إلى المؤتمر المقبل» المزمع عقده في دجنبر المقبل، مشيرا إلى أن «البيجيدي» يسجب أن يسعى، إلى جانب باقي الطاقات الإصلاحية، إلى إعادة الانتقال الديمقراطي إلى سكته الصحيحة.
وزاد موضحا «إذا ذهبنا متفرقين سنكون قدمنا خدمة غير مسبوقة للدولة العميقة التي أزاحت عبد الإله بنكيران».
ولتقديم صورة تقريبية للضريبة الثقيلة التي سيدفعها الحزب في حالة وقوعه في هذا الفخ، عاد أفتاتي، في حديثه مع «كود» بعجلة «التاريخ السياسي» إلى الوراء، مشيرا إلى أن الدولة العميقة لم تكتف فقط، في محاولاتها مع تجارب عبد الله إبراهيم ومحمد بوستة وعلال الفاسي وعبد الرحمان اليوسفي، بإزاحة «الزعامات» ذات الكاريزما السياسية، بل ذهبت في مخططها إلى أبعد من ذلك فقسمت تركة هذه الشخصيات الكبيرة، واستمالة جزء منها وأفسدت الآخر، قبل أن تعمد إلى تهميشهم، ما جعلهم يدفعون فاتورة باهظة من رصيدهم الشعبي.
وأضاف «انظروا إلى التاريخ القريب. بعد إزاحة الزعيم الاستقلالي محمد بوستة تقهقر الحزب في السلم الانتخابي، والشيء نفسه حدث مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد إزاحة عبد الرحمان اليوسفي»، ومضى شارحا «نعم استطاعوا إزاحة بنكيران. لكن المعركة لم تحسم بعد لأن منسوب الوعي اليوم مرتفع. لن يستطيعوا تقسيم العدالة والتنمية وإفساده، كما لن يستطيعوا تهميشه داخل المؤسسات». وقال «ما زال البيجيدي موحدا وعلى قدر كبير من النزاهة وحاضر في المؤسسات. لهذا يجب على كل واحد من موقعه، بنكيران كزعيم سياسي والعثماني كرئيس حكومة والرميد كرمز من الرموز الكبار للحزب، العمل لإعادة الأمور إلى نصابها، وعند ذلك يمكنهم أن يستريحوا». وأضاف «الله ينعل بو جد الذل. اليوم تخاض معركة ضارية ولا يجب التراجع أو الاستسلام أمام الدولة العميقة».