ودع رياضيون ومبدعون مغاربة من مختلف المشارب ، اليوم الجمعة بمقبرة الشهداء في الدارالبيضاء ، فقيد كرة القدم المغربية ، المايسترو عبد المجيد الظلمي إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب يعكس قيمة الراحل في نفوس عشاقه ومحبيه وأصدقائه. وكان الراحل عبد المجيد الظلمي قد توفي مساء أمس الخميس عن عمر يناهز 64 سنة بعد أن أسلم الروح لباريها إثر أزمة صحية ألمت به. وأجمع عدد من اللاعبين و المسؤولين الرياضيين ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن وفاة عبد المجيد الظلمي كأحد رموز كرة القدم المغربية و الافريقية و العالمية ،يعد خسارة كبيرة لعشاق المستديرة في مختلف أرجاء المملكة ، لما أسداه الراحل من خدمات جليلة للرياضة المغربية عموما و كرة القدم على وجه الخصوص ، حيث ساهم برباطة جأش قل نظيرها في رفع الراية المغربية خفاقة في مختلف المحافل الرياضية العالمية. و صرحوا بنبرة حزينة أن المغرب يودع اليوم في صمت أحد أبنائه البرر ، عبد المجيد الظلمي ،إحدى الأيقونات الكروية التي قل ما جاد الزمان بمثلها بالنظر لعلو كعبه وسمو أخلاقه ، مبرزين أن قمة تواضعه جعلت منه نموذجا للاقتداء . وفي هذا الصدد ، يقول في حقه السيد محمد جودار ،نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الراحل كان مبدعا بالمعنى الحقيقي للكلمة ومثالا يحتذى من حيث التصرفات والمعاملات ، مشددا على أن الاقتداء بشخص الظلمي ،كلاعب نموذجي ، يستدعي التحلي بمزيد من الجد والانضباط و التفاني . ومن جانبه أشار السيد سعيد حسبان، الرئيس الحالي لنادي الرجاء البيضاوي، أن خير دليل على الصيت الدولي الذي حظي به الراحل حصوله على جائزة اللعب النظيف لليونيسكو اعترافا للمستوى العالي الذي أبان عنه طيلة مشواره الكروي. و اعتبر حسبان أن فقدان هذه الأسطورة هو خسارة كبيرة للكرة البيضاوية والمغربية عموما لكون هذه الظاهرة ، مسجلا ان الظلمي لم ينل حقه من الاعتراف ،حيث سطع نجمه في فترة تغيب فيها الاستشهارات التي كان بالإمكان أن تساهم في إبراز القيمة الحقيقة لأستاذيته التي قل نظيرها. وعن الأجيال الكروية التي جاورت الراحل ، قال اللاعب الدولي السابق صلاح الدين بصير أن وفاة اللاعب الظلمي خلف حزنا عميقا في صفوف الأسرة الكروية، وبرحيل هذه التحفة النادرة تكون كرة القدم المغربية و العربيةو الافريقية بل العالمية قد فقدت أحد الاهرامات التي نقشت اسمها بمداد من الفخر في السجل الكروي العالمي . أما العداء العالمي و البطل الأولمبي هشام الكروج فلم يخف هو الآخر حسرته من هذا المصاب الجلل ، مبرزا أن الظلمي يشكل رمزا من رموز الرياضة الوطنية ،ومشيرا إلى أن الراحل أتحف محبيه وعشاقه وباقي المتتبعين خاصة في مباريات كأس العالم 1986 بإبداعاته الكروية الرائعة، خالقا بذلك المتعة والفرجة الرياضية، و أضاف الكروج أن الظلمي تميز و انفرد بشخصيته المثالية المعترف بها من قبل العديد من المؤسسات التي كرمته ومنحته أوسمة و ميداليات، في وقت لم يتأت للرياضة الوطنية وكرة القدم على الخصوص أن تستفيد قيد أنملة من خبرته العالية وثقله التقني ورمزية أخلاقه السامية. وبدورها ، اعتبرت نوال المتوكل، عضو اللجنة اللأولمبية الدولية أن رحيل الظلمي خلف أسا عميقا في صدور كافة الفعاليات الرياضية وباقي المغاربة لكونه كان المايسترو الذي تربع على عرش كرة القدم الوطنية بفضل مستواه الكروي الرائع و دماثة أخلاقه ، مذكرة بمواكبته لها منذ بداية مشوارها الرياضي مع بداية الثمانينيات حيث كان من المتتبعين للعديد من التربصات التي أجرتها وكذا في مشاركتها بألعاب البحر الابيض المتوسط والألعاب الأولمبية بلوس إنجلس ضمن الوفد المكون آنذاك من اللاعبين الزاكي والتيمومي والحداوي وبودربالة . من جهته ، اعتبر حنات عبد السلام ، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي ، أن شخصية الراحل ستظل راسخة في ذاكرة المغاربة قاطبة ، مبرزا أن الراحل أسدى خدمات جليلة لكرة القدم المغربية و جعلها رفقة ثلة من اللاعبين من جيله تتموقع ضمن الكبار قاريا و عالميا .