لقد أعادت مايسة إحياء الحراك، وسافرت بدون محرم لأن المهمة لا تحتاج تأخير للبحث عن واحد، وإلتقت بكل الاطياف والظلال، وفي ظرف 48 ساعة فقط، يومان فقط، إستطاعت مايسة تحقيق الاعاجيب، وأكلت السمك وإلتقطت مجموعة من الصور مع النشطاء، وفي جولة مفاوضات واحدة إستطاعت مايسة وبشكل عجيب أن تجعل 2 مليون و200 ألف متفاعل يتحدثون عن حراك الريف. إنها إحصائياتها، وأرقامها، مايسة العجيبة، التي تستطيع بجرة قلم أن تجر مائة ألف رجل، والزفزافي كان حائرا، ولا يجد من يأكل معه طبق السمك، لكن مايسة حضرت وأكلت السمك وتباحثت معه الحلول الوسط، ونحن في الانتظار للتوصيات، وكل مرة أدخل صفحتها لأرى التوصيات، فالدولة كانت على أعصابها، وحراك الريف لم يكن أحد يسمع به إلا الدولة، حتى جاءت مايسة، لتوضح لنا ما لم نكن نعرفه. يا سادة إن حراك الريف له مطالب إجتماعية، هذا أمر لم نكن نعرفه، وأناس الريف طيبون، وهذا أمر ثاني لم نكن نعرفه، والاعلام الرسمي لم يفتح أبوابه للحراك، وعيب عليه، ومايسة تطالب بفتح القنوات العمومية أمام الحراكيين. هكذا تكون المفاوضات، والدولة غبية، لا تفهم، ولو كان المخزن ذكيا لقام بتعيين مايسة سفيرة سلام ومفاوضات، وكما تجيد مايسة المفاوضات فإنها تجيد العراك، ورغم أنهما نقيضين لكن مايسة تجمع كل المتناقضات، وبينما تتحدث عن العدالة والتنمية فأنت لا تعرف هل هي مع العدالة أم ضدها، هل هي مع الدولة أم ضدها، هل هي مايسة أم ظلها. ويكفي أن تعلموا أن صحن سمك جعل الفايسبوك يتساءل ويحلل ويناقش، وإنغمس متابعي مايسة ال600 ألف في معرفة نوعية السمك، وإن كان بينه أبو سيف، هذا السمك الذي أصبح مغمورا بعد أن كان بطلا قبل سبعة أشهر، ولم يعد أحد يتذكر أبو سيف، ولم يعد أحد يتساءل عن سبب منع صيده، وإن كان يباع الان؟، المهم هو صحن السمك ومايسة، وإحدى أهم التوصيات في جولة المفاوضات الاولى ستكون جعل مطاعم الاسماك الراعي الرسمي للمفاوضات، وهذا أمر يجعل الشعب يتابع الموضوع عن كثب، ويحلل ويناقش. وإسمعوا هذه الجملة لتعرفوا مصير المفاوضات :" أسيادنا أنا تافهة ومُخربقة مصابة بجنون العظمة بسبب الايكات الافتراضية.. المهم أنه وبزيارة وبصورة واحدة أمكن إعادة الحديث عن الريف ومطالبه إلى الواجهة ب2 مليون و200 ألف متفاعل وعشرات الآلاف تردد عبارة "مطالب الريف" وتغيير رأي آلاف المغاربة حول المغالطات المسوقة من لبارح فالليل لليوم فأقل من 24 ساعة.". هذه واحد من النتائج المباشرة، مايسة وليس جون أفريك أو فرانس 24 أو أي وسيلة إعلام دولية أو وطنية أو محلية، مايسة التي تتحدث، وبإعجاز ليس علمي وإنما فايسبوكي، إستطاعت مايسة إعادة الحراك لمكانه الحقيقي. الدولة غبية وفي حاجة للاذكياء، وأنا أقترح مايسة كبديل ذكي للتخطيط وحل المشاكل والدفع بعجلة المفاوضات إلى الامام، وبينما مشكلتنا الاساسية تعمر منذ سنة 1975 ولم نجد لها حلا، فإن الاجدى أن تحزم مايسة حقائبها وتتجه لتندوف، هذه مشكلة عويصة وقد يكون طبق تمر وصورة فايسبوكية بداية لإيجاد الحل لها، وإطلاق مفاوضات سرية، مفاوضات بين مايسة وإبراهيم غالي، ورغم وجود الفارق بين البوليساريو وحراك الريف لأن الجبهة إنفصالية وحراك الريف ذو مطالب إجتماعية، لكن مايسة تستطيع بحنكتها ولايكاتها وال600 ألف متابع أن تنهي الصراع. ومن هذا المنبر المتواضع، الذي ليس له لايكات، ومتابعيه متذمرون منه، ومديره يسمح للصحافيين بذمه في كتاباتهم، من هذا المنبر الاكثر حمقا في العالم، والذي لا يوجد أدنى شيء يربطه بالمنابر التي لها خط تحريري أقول أني أطلب أحمد نجيم بعقد مفاوضات مع مايسة، علينا أن نستفيد من خبرتها، ولعلها تساعد أسماء غربي ومحمد سقراط في نقابتهم لكتاب الرأي، وتوحيد الرؤى بين المدير وكتاب الرأي. وأخيرا نطالب نحن معشر الفايسبوكيين بمعرفة مصير المحادثات والمفاوضات، وماذا قال الروبيان عن أبو سيف، وهل ستكون جولة المفاوضات الاولى إنطلاقة لفتح الاعلام العمومي أمام الحراك، وهل ستقبل الدولة بملف المطالب الذي ستنقله مايسة إلى الدوائر العليا بعد عودتها المظفرة، فلا يمكن أن أن نبقى هكذا عميان لا نعرف شيء عن الحراك وتنفرد مايسة بمعرفة كل شيء.