بحضور حشد وازنٍ يتشكل من نخبويين ومختصين من أكاديميين وأطر وكذا مهتمين ومتتبعين للشأن العام المحلي، نظمت جريدة الريف المغربية، زوال السبت الماضي، مائدة مستديرة تمحورت حول "الناظور الكبير، الحق في المدينة: الواقع، التحديات والفرص" من تأطير أساتذة مختصين، وذلك بقاعة الغرفة الفلاحية وسط مدينة الناظور وتمحورت مداخلة الأستاذ الجامعي محمد أزواغ، حول دور المجالس المنتخبة للناظور الكبير في تدبير المجال العمراني وإدارة المدن، بحيث أكد على أن العمل على النسق الجماعي بين المؤسسات ومن داخل تشكيلاتها المنتخبة، هو الوسيلة المثلى للرقي بالمنطقة. وأوضح المتدخل أن غالبية السواد الأعظم بالمنطقة لا تحس بالكرامة، وذلك راجع إلى أن المنطقة لا توحي بكونها مدينة، داعيا إلى وضع تصميم عقلاني للمدينة بتعاون وشراكة مع جميع الشركاء طالما أن المدن شأنٌ جماعي صرف، مبيّناً أن المجلس البلدي لحضرية الناظور، لا يتوفر على أي برنامج عمل هو بمثابة بوصلة، ما جعل المدينة تسير بدون أي رؤية للمستقبل، في حين أجاب أزواغ عن سؤال ما العمل بدعوته النخبة المثقفة والأنتيليجينسية الواعية بالاشتغال كيد واحدة من اجل إخراج الناظور من عنق الزجاجة. وأبرز عبد المنعم شوقي ضمن مداخلته باعتباره إعلاميا، دور السلطات المحلية في تدبير المجال الحضري، وكذا دور الإعلام المحلي أيضا في تنمية المدينة وإمكانية إخراجها من معاناتها والمشاكل التي ترزح تحت وطأتها، لكون هذه المعضلات قائمة في الواقع، يردف شوقي قبل أن يشير إلى أنه على المجتمع المدني أن يكون قوياً يملك إعلاما معينا وداعماً له، ويشكل بالنسبة للمسؤولين مرآة يستشفون من خلاله سلبياتهم ومساوئهم. وارتكز عرض محمد بولعيون بوصفه مدير جريدة الريف المغربية، حول التلوث الضوضائي، البيئي والغلاف الجوي وأثره على الصحة الفيزيولوجية والنفسية، مثيرا الانتباه إلى ضرورة إيلاء الاهتمام إلى إشكاليات بعينها تتعلق أساسا بالصحة والبيئة، مبرزا أن مجموعة من التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تشير إلى وجود العديد من الأمراض المستنبتة في تربة المجال الحضري، نتيجة عوامل بيئية. وفي حديثه حول المجال العمراني الذي تطرق له في سياق مداخلته، أكد بولعيون على أن مدينة الناظور عرفت مجموعة من الاختلالات في هذا الشق، مشيرا إلى أنه كان بالإمكان تجاوزها وبالتالي جعل الحاضرة منطقة مدنية ذكية ونموذجية، غير أن سوء التسيير حوّلها إلى نموذج سيء الذكر في العشوائيات والفوضى، ما يجعل مجموعة من الأمراض تنتشر بأرجاء المدينة، وهذا ما يؤكده الباحثين والمتخصصين، يردف.