حينما تنتفي شروط المواطنة، يتحلل الانسان من اسمه ويفقد معناه، وينتحل اسما اخر يحسه اقرب الى حاله ومعيشه. ذلك حال معاذ بلغوات، 24 سنة، الذي اختار "الحاقد". قصة تحول معاد الى حاقد بدأت من هنا بدرب عكاشة بحي الالفة، مساكن تنعدم فيها معايير الجمال. صراخ هنا..وصراخ هناك "شباب يقتلون الوقت ويقتل (بفتح الياء) شبابهم في راس الدرب" يقول معاذ الحاقد.
واقع يؤكده احد ابناء دربه " نعيش على الهامش. كلخونا. انتقصوا من كرامتنا" وكان الاخر يريد أن يقول "حتى أنا حاقد".
هذا الاسم سيتاكد في اول البوم يغنيه معاذ "حاقد من عكاشة"، وتشاء الأقدار أن يدخل عكاشة السجن بعد تلفيق تهمة له. وتتوالى ألبوماته الغنائية باسلوب الراب الذي يعتبره معاذ شكلا احتجاجيا يعبر عن هموم الانسان المغربي بلغة بسيطة نقية "مافيهاش تخسار الهضرة"، قول تؤكده جميع اغانيه وكلما انصتت لها تدفعه للانصات من جديد وتدعوك إلى التمعن في كلماتها. كلمات صادقة نابعة من قلب شاب أبى الا ان يكون صوت من لا صوت له وفي ذات الوقت يدعوهم الى التحرك والدفاع عن حقوقهم في اغنيته التالية "عطيني حقي".
الراب مسيرة حياة شاب أكسبه وعيا بواقع المواطنين ودفعه للقراءة والبحث لفهم أعمق للراب "أطرت راسي براسي بالراب" واعطى مضمونا اخر للفن فن التثقيف والتوعية وجرأة الكلمة.
مسار رافقه تخوف الاب والاخوة والجيران هناك من قال »واش باغي تخرج على باك» وهناك من قال « اصكع غادي تخرج على راسك،ضرب و قيس« لكن اصراره وايمانه بقضيته زاده عنادا وتمسكا "ما افعله عين الصواب".
خلال بحثه لفهم محيطه وضع دائما علي نفسه أسئلة عديدة " ملي عقلت على راسي وانا مضارب مع راسي : علاش المغاربة ما كهدروش على حقهم، واش غير حنا اللي هاكا" يقول لصديقه نبيل. الجواب على سؤال معاذ يجده في حركة 20 فبراير اذ سينتمي اليها كغيره من الشباب عن طريق الفيسبوك ،ويصبح أحد أهم مبدعيها وأجرؤهم كلمة.
عبر عن مطالبها بأسلوبه، ساهم في تنوع أساليبها، وقام بتجديرها في حيه بصمت بعيدا عن مركزية الحركة يقول معاذ " اقتنعت بالحركة ومن واجبي تجاه الحي الذي أسكن فيه (يقيم بالألفة رفقة إخوته الثمانية وهو يتيم الأم) وتجاه الحركة أن أنشر مطالبها وأدعمها بطريقتي".