باحث في التواصل السياسي //// من يريد فهم ما يجري بخصوص سوريا عليه أن يمر على افكار نعام تشومسكي وعن جواهره العشر في المجال وأن يقرأ جيدا عن البروبغندا وعن توظيف الاعلام وغير ذلك. نظام أمريكي يحكم العالم ويتحكم في وسائل الاعلام والسينما يفعل ما يشاء بالمضمون الذي يريد تسويقه للرأي العام. إن الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن تعرض عشرات الاطفال السوريين للقصف والإبادة بوسائل محظورة ومحاولة اقناع العالم بانها فعل من افعال بشار الاسد الشنيعة، انها فقط مبررات لشرعنة الحرب على سوريا كما فعلت الولاياتالمتحدةالامريكية مع عديد الانظمة ومنها نظام صدام حسين الذي يذكره العرب والمسلمون جيدا. لا يمكن نفي الدكتاتورية عن نظام الاسد لكن لا ينبغي القبول بمثل هذه المشاهد السينمائية الواقعية متقنة الصنع والاخراج والتي لها نفس النتائج، عشرات بل مئات او لنقل الالاف من الابرياء يموتون تحت تأثير حرب دعائية قبل ان تكون حربا شرسة على الميدان. إن توظيف صور الاطفال لمن ورائه علماء نفس على مستوى عال من التكوين بغرض دغدغة العواطف وخلق مجال نفسي مناسب لتقبل كل ما من شأنه الحد من هذه الصور (شرعنة التدخل الامريكي). يكفي فقط العودة لملف العراق ومقارنة اسباب التدخل وتوظيف الاعلام والبروبغندا، انها الاسباب ذاتها التي توظف مع جميع الانظمة. كما أن للأمر علاقة وطيدة بطبيعة النظام والرئيس الحاكم والذي يمكن تلخيصه في تعاقب حكم الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتعاقب العنف والحرب مع الديبلوماسية واعادة البناء (عقد لكل حزب تقريبا).