اجتماع ماراطوني للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية شهده مقر الحزب بالرباط اليوم، انتظره الصحافيون نهايته لساعات طوال، وفي النهاية خرج "الدخان الأبيض"، دون الإعلان طبعا عن مرشح الحزب لخلافة عبد الإله بنكيران على رأس الحكومة المقبلة. أمين عام "البيجيدي" بنكيران وصف الاجتماع بأنه "هادئ، واضح، صريح، الإخوان كانوا فيه صادقين"، وزاد، خلال الندوة الصحافية التي عقدها عقب نهاية اجتماع قيادة حزبه، بأنه "رغم بعض اللحظات الصعبة كان هناك جو من الانشراح". وفي علاقة ببلاغ الديوان الملكي قال بنكيران بأن الاجتماع "تطرق للبلاغ والمعاني ديالو والقرارات اللي فيه"، وبأن "الحوار مشا في اتجاه التعامل الإيجابي مع هذا البلاغ وتثمين الأمور الإيجابية اللي فيه، رغم أن مسألة إعفاء الأمين العام كان لها ما لها من تأثير على بعض الإخوة والأخوات، ولكن الحمد لله، كان هناك اعتزاز وافتخار بالمسار اللي قطعو الحزب تحت القيادة ديال الأخ ديالكم… هناك اعتزاز وافتخار بالمسار الذي قطعته المشاورات، وهذا انسجام مع ما جاء في بلاغ الديوان". وخلص بنكيران في نهاية كلمته بأنه "في النهاية وصلنا لما يشبه الإجماع للتفاعل الإيجابي مع البلاغ ولكن احتراما للمؤسسات الحزب والمجلس الوطني فقد تقرر أن نجمع المجلس الوطني يوم السبت على الساعة العاشرة باش نمشيوا في نفس الاتجاه ديال اليوم بطريقة ديمقراطية". إذن، كان هناك تأثير لقرار إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة تأثير على "بعض" أعضاء الحزب الإسلامي، وقد هناك نقاش حول الخيارات المطروحة على الحزب بين "التعاطي الإيجابي" والخروج إلى المعارضة، وهو ما كشفته أوراق خلفها وراءهم أعضاء قيادة "البيجيدي" بعد أن فضوا اجتماعهم (الصورتان). وتظهر في الورقتين الخيارات المطروحة على الحزب، خصوصا منها "التأكيد على مواصلة النهج القائم على التعاون والتشارك مع مختلف الفاعلين" و"مواصلة الحزب لتحمل مسؤوليته" و"انخراطه لما ورد في بلاغ الديوان الملكي"، بعد التنويه ب"التدبير الإيجابي والصبور لمشاورات تشكيل الحكومة" (من طرف بنكيران")، مع الإشارة إلى "شخصية أخرى لكن بنفس شروطنا"، لأنه "لو بقي بنكيران كان يمكن التنازل وسيكون متفهما، لكن الآن لا" وزيد وزيد.