أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أول أمس الجمعة (17 فبراير 2017)، أربعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية متورطة في سرقة ومحاولة بيع لوحة فنية زيتية تحمل اسم «مادونا ويد سان جون وسان كريكوري». وكانت مصالح الأمن بمنطقة الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء قد أوقفت، يوم الأربعاء 15 فبراير الجاري، ثلاثة مشتبه فيهم متلبسين بمحاولة عقد صفقة غير مشروعة لترويج لوحة فنية زيتية مشكوك في مصدرها، قبل أن يكشف البحث أن هذه اللوحة تصنف في خانة "التحف العالمية ذات القيمة التاريخية"، وأنها مسروقة من كنيسة بمدينة مودين بإيطاليا. وأسفرت الأبحاث التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في هذه القضية عن توقيف شخص رابع بمدينة سطات، باعتباره المشتبه فيه الرئيسي، والذي تبين أنه هو من أخفى هذه اللوحة منذ سنة 2014 بعد أن تسلّمها من أحد معارفه الذي قام بسرقتها من إيطاليا، وأنه هو من كان يتولى تنسيق عملية البحث عن مشتري لهذه اللوحة.
وأسفرت عمليات البحث أيضا عن تشخيص هوية ثلاثة مساهمين آخرين في هذا النشاط الإجرامي، من بينهم المشتبه فيه الأول في عملية السرقة والذي يوجد خارج أرض الوطن، حيث تم نشر مذكرات البحث في حقهم تسهيلا لضبطهم وتقديمهم أمام العدالة، كما مكنت التحريات من تحديد طريقة تهريب هذه اللوحة، وذلك عبر إخفائها في سجادة تحمل نفس المقاييس وتوجيهها إلى المغرب عبر حافلة للنقل الدولي.
وفي مقابل التحريات المنجزة على الصعيد الوطني، قامت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني بمراجعة قاعدة بيانات الأنتربول الخاصة بالتحف الفنية المصرح بسرقتها أو ضياعها، كما باشرت التنسيق مع السلطات الأمنية الإيطالية للتحقق من صحة وأصلية هذه اللوحة الفنية، فتأكد لها فعلا وجود إشعار بسرقة لوحة زيتية بنفس المواصفات والمقاييس، تصنف ضمن التحف ذات القيمة التاريخية.
وستواصل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحرياتها في هذه القضية، بالتنسيق مع منظمة الأنتربول والسلطات الأمنية الإيطالية لتوقيف جميع المتورطين في هذه القضية.