سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ماذنب نساء البام يا إلياس العمري حتى تحرمهن من تعويضهن البرلماني! هل يرضيك ألا يجدن المال الكافي لشراء جلابيات وللذهاب عند الكوافور وللظهور بمظهر لائق أمام منافساتهن من نساء العدالة والتنمية في البرلمان
ما ذنبهن يا إلياس العمري. ماذنب البنات والنساء اللواتي نجحن في اللائحة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة. وكما تعلم، هن كثيرات. ما ذنبهن كي تحرمهن من تعويضهن. وبعضهن كان هذا هو أول راتب يتقاضينه. وبعد أن تسلمنه تقول لهن أرجعنه للدولة أو تبرعن به لجمعية خيرية. حرام ما قمت به يا إلياس، واسمح لي إن صارحتك وقلت لك: هذا ظلم. وربما تتذكر أول راتب حصلتَ عليه، وتخيل أن يأتي أحد في ذلك الوقت ويأمرك أن تتنازل عنه. ولا أظنك كنت ستقبل، وربما كنت ستتظاهر ضده، وتعتبره مندسا ورجعيا وعميلا للإمبريالية وأواكسا ومستغلا للكادحين، وتحرض اليسار عليه، وتجمع حلقية وتحاكمه. إنهن محتاجات إلى هذا الراتب الأول. والبرلمان يحتاج إلى مال كما تعلم، وإلى فتح مكاتب، وإلى سفر كثير، وإلى تناول للطعام خارج البيت. والبنات يحتجن إلى ماكياج وملابس وشراء أثواب ووضعها عند الخياطات للظهور بمظهر مشرف تحت قبة البرلمان. وهل يرضيك أن تسخر منهن نساء العدالة والتنمية اللواتي صرن يتجملن ويضعن على رؤوسهن فولارات تركية ويرتدين معاطف تواكب الموضة. وهل يرضيك ألا يجدن المال الكافي لدعوة الصحفيين إلى شرب قهوة في "إيطاليا". وهل يرضيك أن توشوش نساء الأحرار الثريات والأنيقات، وينممن" حشومة حشومة جايات للبرلمان بهاد الحوايج، تقول إلياس العمري تا ياخد ليهم فلوسهم". وقد رأيت بأمي توقيعاتهن وهم يتنازلن. كما لو أنهن مضطرات. كما لو أنهن فعلن ذلك رغما عنهن وكرها. ثمانية ملايين يا إلياس. لا لا هذا ظلم منك. وبعد أن أنصفتهن وأسعدتهن وطردت ذكور البام من اللائحة الوطنية، ترغمهن اليوم على التنازل على مبلغ ينفعهن للتبضع ولشراء ما يحتجن إليه. ومن أين لهن المال كي يذهبن عند الكوافور. ومن أين لهن المال كي يشترين ذلك الإيشارب الذي تضعه عادة البرلمانيات على أعناقهن، ويبرز جميلا وهو ملتف على القب. وهناك في البام من يستحق أن يحرم من تعويضه إلى الأبد خاصة أصحاب الشوارب والأعيان والذين جاؤوا إلى الحزب ليحميهم وليستفيدوا وهناك كثيرون سنحييك لو فرضت عليهم التخلي عن رواتبهم وممتلكاتهم حتى، لتوزعها على المحتاجين. لكن ما ذنبهن ما ذنب تلك النساء وبعضهن صغيرات ويحتجن إلى المال ويحتجن إلى أول رابيل فثرن يا بنات البام ثرن على إلياس فليس من حق أحد أن يفرض عليكن التوقيع على تلك الورقة وليس لائقا أن تظهرن مفلسات وليس جيدا أن تأتي برلمانية رجعية من حزب العدالة والتنمية وتتأسف لما تتعرضن له من اضطهاد ولما ترتدين من ملابس رثة ولا تليق بالبرلمان وليس مقبولا أن تقول ما بال التحكم يختنق ولم يعد قادرا حتى على شراء جلابية بيضاء لنائباته في البرلمان.