مؤتمر حزب الاستقلال.. تفاصيل ما دار في لقاء عاصف من أربع ساعات للتداول في خليفة شباط كود -مصطفى الفن /// مع اقتراب موعد المؤتمر السابع عشر لحزب الاستقلال المنتظر في نهاية مارس القادم لانتخاب أمين عام جديد، كتف الاستقلاليون المطالبون برحيل حميد شباط من "لقاءات البيوت" لقطع الطريق على أي عودة محتملة لشباط أو أي شخص محسوب عليه إلى رئاسة الحزب. مصادر مطلعة كشفت ل"كود" أن آخر هذه "اللقاءات المنزلية"، التي نظمها هؤلاء الغاضبون، هو ذلك اللقاء عاصف والاستثنائي الذي استضافوا له، أمس، عبد الواحد الفاسي، ولأول مرة، بمنزل محمد ماء العينين، السفير المغربي السابق بأستراليا والذي شغل أيضاً منصب مدير ديوان الزعيم امحمد بوستة، مضيفة أن الهدف من هذا اللقاء هو مد يد المصالحة إلى نجل علال الفاسي واستمالته إلى صف المطالبين برحيل شباط، وأيضا تدارس ملامح الأمين العام المنتظر لحزب وطني كبير مثل حزب الاستقلال. مصادرنا تؤكد أن هذا اللقاء، الذي دام حوالي أربع ساعات وحضره سبعة وزراء سابقين (عبد الواحد الفاسي، مولاي امحمد الخليفة، توفيق احجيرة، كريم غلاب، ياسمينة بادو، عبد الكبير زهود، عبد اللطيف معزوز)، خلص إلى ضرورة استرجاع الحزب مما أسماه أحد الحاضرين "مافيا خطيرة تسير الحزب بأسلوب المليشيات"، فيما قدم امحمد الخليفة مرافعة طويلة تحدث فيه عن الحزب وعن تاريخه، ثم عن حاضره مع القيادة الحالية قبل أن يعترف للحاضرين أنه له يضع رجله في الحزب ما لم يغادره شباط. وذكرت مصادرنا أن الجميع تحدث في هذا اللقاء بهذه النبرة الغاضبة التي تحدث بها الخليفة بمن فيهم عبد الواحد الفاسي، الذي دعا، بدوره، إلى ضرورة رحيل شباط، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حضوره حاليا لأنشطة الحزب ليس تزكية للقيادة الحالية وإنما احتراما للقوانين التي تفرضها استحقاقات الحزب ومحطاته التنظيمية المرتقبة. عبد الواحد الفاسي نفى في هذا اللقاء، بحسب المصادر نفسها، أن يكون له طموح لرئاسة الحزب قبل أن يضيف أنه فعلا يشعر بالتعب ويريد أن يرتاح ولو أنه لن ينسى كيف أن عائلة والده علال الفاسي تم التعريض بها واتهمت في ذمتها المالية واتهمت بسرقة ممتلكات الحزب وأمواله ضدا على كل ما قدمته هذه العائلة من تضحيات جسام. وذكرت مصادر "كود" أن أصحاب هذا اللقاء توقفوا مطولا عند تقرير المجلس الأعلى للحسابات الذي كشف، حسب قولهم، عن "اختلالات مالية فضائحية" وصفها البعض ب"المسيئة للحزب ولسمعته وصورته وسط المغاربة". ولم يقف هؤلاء الغاضبون عند هذا الحد، بل إن بعضهم، تقول مصادرنا، طالب بضرورة إجراء افتحاص لمالية الحزب بعد تقرير ادريس جطو لمعرفة أوجه صرف الدعم المالي سواء ذاك الذي تلقاه الحزب من الدولة أو ذاك الذي تلقاه من مناضليه، بل تحدث بعض الحاضرين أيضاً عن مبالغ مالية مهمة تركها عباس الفاسي لخليفته حميد شباط. يذكر أن الذي كان مسؤولا عن مالية الحزب هو عادل الدويري قبل أن تتكلف بنصف هذه المهمة حاليا مونية غلام مستشارة الفريق النيابي، والتي توقع حاليا الشيكات بمعية الأمين العام حميد شباط.