هل وصلنا إلى مستوى انتداب مصور خاص ومحترف لتصوير مشاهد العزاء، ولماذا؟؟ لماذا سمحت شخوص هذه الصور بتداولها بين العموم وعلى صفحات الجرائد والمواقع، بالنظر إلى ما تداوله الرأي العام في السابق من سب وشتم وقذف وتنابز بالألقاب وكلام يستحيي حتى الشيطان الرجيم من ترديده على مسامع الناس؟؟؟ ماهي الرسائل التي تحملها هذه الصور؟؟؟ إلياس وهو يبكي بالدموع التي تذكرنا بسيل امرئ القيس وجلاميذه التي حطها من عل…ابن كيران وهو يعانق من نعته بالأمس القريب بأنه "تاجر مخدرات" وركيزة من ركائز "التحكم" الإداري والسياسي، وعلامات التأثر البالغ بادية على تقاسيم وجهه… هل هو احترام لروح الميت أي كان، وابن من كان، وأب من كان، ووالدة من كان، وبالتالي يدخل في باب "ثقافتنا العريقة"، ثقافة "خير أمة أخرجت للناس"؟؟ أم نفاق سياسي يراد منه بعث رسائل مشفرة لكل من "يهمه الأمر" على أن "السياسة سياسة"، و"تقديم التعازي في فقدان قريب مجرد تقديم تعازي" فرضتها ثقافتنا التليدة ولا تلزم أحدا من الناحية السياسية بل وحتى الأخلاقية الراقية؟؟؟ أعلم ومن زمن ليس بالقصير أن لا إديولوجيات سياسية عند طبقتنا السياسية، ولا مواقف سياسية ثابتة، ولكن ما لا أعلمه وما لا أفهمه، هو أن يسمح هؤلاء بنشر هذه الصور وقد أنجزت في لحظة "حزن حميمي"، لكن سرعان ما أعطت الانطباع بأنها صور قد أنجزت لخلط الأوراق، وتمييع القناعات السياسية، وضرب مفهوم "السياسة المدنية" في العمق… فلا حول ولا قوة إلا بالله على "قوم ياجوج وماجوج للي ماكايحشمش وماكايرممشش"…قوم يتعالى على الشعب من فراغ و"كا ياخذوه على قد عقلو وكيف ماهو، لا كما يجب أن يكون"…