علمت "كود" من مصادر خاصة، أن الكاتب العام لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقع أمس الأربعاء، على قرار توقيف العلامة والشيخ محمد الأبياض خطيب جمعة مسجد إبن تاشفين، والذي يُعتبر من بين أشهر خطباء الجمعة بالعاصمة العلمية. الخطيب، حسب المتتبعين للشأن العلمي والديني بفاس، كانت خطبته محط اهتمام كبير، سميا أنها كانت تتميز بالصراحة والجرأة، لكن خبر توقيفه عن العمل خلق احتقانا كبيرا في صفوف محبيه، الذين أطلقوا حملة تضامنية واسعة معه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وأشارت المصادر إلى أن توقيف الشيخ الأبياض جاء على خلفية خطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها أمام المصلين، والتي تناول فيها موضوع "النار التي تنطفئ والنار التي لا تنطفئ"، حيث تحدث عن "ربط بعض المسلمين الحريقَ الذي التهب في الأرض الفلسطينية المحتلة، ربطوه فقط بمنع اليهود الأذان بالمكبرات الصوتية، هذا الربط فيه سذاجة وغفلة وجهل، فالأذان على مدى التاريخ الإسلامي لم يكن بالأبواق إلا في الأيام الأخيرة، ومنعُ اليهود الأذان يعد اعتداء على الإسلام جملة وتفصيلا، فللأذان غايات وأهداف كبيرة، فهو إعلان لشعائر الإسلام، وحفاظ للتوحيد، ودعوة لحضور الجماعة، وإعلام بمكانها، وتنبيه على دخول وقت الصلاة". وأضاف الأبياض الذي يعمل في الوقت نفسه نائبا لرئيس المجلس العلمي بفاس، قائلاً: "وبالأذان تتميز دار الإسلام عن دار الحرب ودار الشرك فتُحقن به الدماء، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً لم يكن يغزو بنا حتى يُصبح وينظر فإن سمع أذانا كف عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم. (صحيح الإمام البخاري). كما تساءل الشيخ الأبياض في خطبته الأخيرة بالقول: "وإذا كان ذلك الحريق حدث بسبب منع الأذان بالأبواق فقط كما يفهم البعض، فما الذي يمكن أن يحدث في مناطق وجهات من بلاد المسلمين حيث يُمنع الترخيص لبناء المساجد أصلا بَله الأذان المرفوع، لأن تلك المناطق مخصصة للشعوب السياحية". هاد الخطبة اللي كانت فالموضوع ديال "النار التي تنطفئ والنار التي لا تنطفئ" كانت سببا في توقيف الشيخ الأبياض وكولشي معجبوش القرار اللي اتخذ وزير الأوقاف أحمد التوفيق.