وطني العزيز ها أنا اكتب لك هذا الصباح على غير عادتي،أجدني مجبرة على ذلك، فالكره قد تسلل إلى قلبي،مجبرة على كرهك و أنا من كنت أكثر عشقا لأرضك وسمائك التي ظننتها اتسعت لأحلامنا وطموحاتنا البسيطة . وطني العزيز، أتعلم أن بطش واستبداد مسؤوليك سبب في إنهاء مواطنيك لحياتهم ،المسكينة "يمة فتيحة "المرأة العجوز أضرمت النار قبل أشهر في جسدها بمدينة القنيطرة احتجاجا على بطش وحكرة أحد قيادك بسبب إحساسها بالدونية، وبذلك أبكت فينا الكرامة والحياة . أتعلم يا وطني أن قائمة شهدائك في ازدياد، احد أبناء ريفنا العظيم أصبح شهيد لقمة العيش بعد أن تمت مصادرة بضاعته احتج الراحل على ذلك ينتهي به الأمر مفروم داخل شاحنة النفايات. مسؤولك يا وطني قد طحنو الوطن وطحنو شباب البلد بسياسات التفقير والتجهيل والتهميش والحكرة التي ينهجونها هم الخطر الداهم عليك يا وطني. أتساءل ماذا سيقولون لزوار المغرب في مؤتمر المناخ وهم يرون صورة مواطن مطحون بين النفايات ربما سيقولون أن محسن سبب انقراض الحوت الأزرق أو ربما هو السبب في ذوبان جليد القطبين،أو انه يهدد التوازن البيئي،محسن بفعلته تلك سبب الاحتباس الحراري أو ربما هو من رفع درجة حرارة الأرض . غادرك محسن يا وطني حاملا معه ذكرى سيئة، ذهب بعد أن احتقر كل شيء، وجحد بالسياسة والحياة والقدر،.لم يطلب محسن الكثير كان كباقي إخوانه يكدون دون ضمانات ولا خدمات من الدولة، أليس الخبز يا وطني أدنى ما يمكن أن يطلبه كائن حي على أرضنا ؟؟. مسؤولوك يا وطني يريدون آن نكون هادئين،ومنطقيين يلعنون موقظ الفتنة،يستكثرون علينا الغضب ،الفتنة يا وطني استيقظت حين سحق الحديد البارد شابا، الفتنة لا تنام في وطن يطلب مواطنوه قطعة خبز مبللة بعرق مالح ولا يتركون لحال سبيلهم،إلى الجحيم انتم وهدوؤكم وتعقلكم ورزانتكم،نحن غاضبون للوطن ،للإنسان، للظلم، لكننا لن نحرق الوطن. حرق كبد أم محسن يا وطني مرة حين شاهدت صورته وهو مفروم داخل شاحنة الأزبال، ومرة ثانية وهي تلقي عليه نظرة الوداع بلباس الرحيل الأبدي. رحل شهيد الكرامة يا وطني ،كما رحل الكثيرون قبله،رحلوا بعدما فقدوا أسباب الحياة على أرضك، رحلوا إلى حيت يمكث وطنهم الثاني،ودعوك وكلهم أمل على أن يجد فيك الباقون،الوطن الذي لطالما حلموا به،وطن لا نخشى فيه من دسائس المفسدين واستبدادهم وخبث مؤامرتهم،وطن تسود فيه قوة الوعي، والأخلاق والقانون لا قوة القمع والسلطة،وطن تسوده العدالة الاجتماعية ولا مكان فيه للأيادي المتسولة،وطن نبتسم في وجهه،ولا يقتلنا في لحظة غفلة أو وقفة صمت.