في مقال تحليلي في صحيفة "لا راثون" الإسبانية، قال أحمد الشرعي، الناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، إن الملك، باعتباره أمير المؤمنين، كان أكثر وضوحا عندما شدد، في خطاب ثورة الملك والشعب على ضرورة "تشكيل جبهة مشتركة من أجل مواجهة كل أشكال التطرف". وأضافت أن الأمر يتعلق بإيجاد "جسور وزاوية عمل مشترك"، خصوصا وأنه في حالة إسبانيا، يشكل المغاربة أكبر جالية مسلمة بهذا البلد، مشيرة إلى أن "المعركة ضد الإرهاب ليست أمنية فقط بل متعددة الأوجه". وذكرت أن التعاون المغربي الإسباني، في مجالي الهجرة والإرهاب يشكل "نموذجا يحتذى بالمنطقة"، مشددة، مع ذلك، على أن نجاح مصالح المخابرات في تفكيك الخلايا لمنع الهجمات، لا يعني أن الخطر قد خفت. وتابعت أن "دوائر الجهاديين المرتبطة فيما بينها تشكل مصدر قلق حقيقي"، وأنه "لوحظ أن الخلايا الجهادية الأولى التي تم تفكيكها، كانت تهدف لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سورية والعراق، لكن منذ وقت قريب سعت هذه الخلايا لشن هجمات على المواقع الحساسة بالبلدين". وبالنسبة لهذه اليومية الاسبانية، فإن شكل المخاطر يتغير، خصوصا مع التلقين والتجنيد المكثف لليافعين والنساء، مضيفة أن الأحداث تظهر، أيضا، أن الإرهاب لا يبحث بالضرورة عن القيام بعمليات معقدة من خلال شبكة مشكلة. وأوضحت أن "بعض العناصر التي تتواصل في ما بينها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو شخص واحد متعصب، يمكن أن يرتكب مجزرة كما حدث في أورلاندو الأمريكية أو نيس الفرنسية". وأشارت إلى أن ذلك يعتبر أحد المجالات حيث يتعين على التعاون بين المغرب واسبانيا أن يكون أكثر قوة. وخلصت "لاراثون" إلى أنه "لحد الآن، إسبانيا، ورغم الهجمات الفظيعة ل11 مارس الماضي، لم ينتشر بها خطاب حول وصم الاسلام بالعنف والارهاب، وهو دليل على النضج الديمقراطي الكبير للمجتمع، إلا أن الديمقراطية لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدى أمام خطر الإرهاب".