سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كم نحن محظوظون لأننا لا نتمتع بديمقراطية حقة تسمح بترشح القباج ومن على شاكلته! لو كان المغرب بلدا ديمقراطيا مائة في المائة لأصبح برلماننا غاصا ببائعي خودنجال والمسيخنات والدواعش والرقاة الشرعيين
من قال لكم إننا ديمقراطية حقة. من هذا الكذاب. من هذا المدعي. من هذا الحالم. من هذا الشخص غير المسؤول. من هذا الذي يعيش في عوالم موازية. لا أحد عاقل يقول إننا ديمقراطية حقة. منذ عقود ونحن نتدرب عليها، ونحبو، ولم نصل بعد. ولن نصل غدا. والطريق مازالت طويلة. ولذلك فقرار منع السلفي المتطرف حمّاد القباج من الترشح في مراكش سليم مائة في المائة في هذه الديمقراطية المغربية التي ليست حقيقية، ولا حتى الدولة يمكنها أن تدعي ذلك، وتقول العكس. ولو كانت ديمقراطيتنا حقة فعلا، كما تتمنون يا أصحاب فائض الديمقراطية، لاستولت داعش على السلطة. ولا أعرف هل تعيشون معنا أم في مغرب آخر. ولا أطلب منكم إلا إطلالة على صفحته في الفيسبوك، وقراءة ما يكتبه أنصاره، وتكفيرهم للجميع، لتتأكدوا كم هي خطيرة الديمقراطية الحقة في هذا البلد. وكم هو خطير هذا الشعب المغربي المعاصر. من جهتي أنا لست ديمقراطيا حقيقيا، ويحضر أمامي البرلمان المصري الذي أصبح غاصا بالقبابيج. ولا أرغب في هذه الديمقراطية الكاملة ولا أتمناها لبلدي، ولا أتمنى له الخراب. لكنكم ديمقراطيون زيادة، ولا ترون حرجا في ذلك، ولا يخيفكم المستقبل، ولا يخيفكم ما حدث للجيران والأشقاء. والأهم هي الديمقراطية، الديمقراطية الحقة، التي لا لبس فيها، والتي تقبل الجميع، بمن فيهم السلفيون. طبعا كان سيفوز القباج في الانتخابات، وطبعا سيفوز كل السلفيين لو ترشحوا، وتخيلوا معي كم سننعم بهذه الديمقراطية الحقة، التي لا تقصي أي مواطن. الديمقراطيات الحقة التي تتحدثون عنها لا يوجد فيها شعب من السلفيين. الديمقراطيات الحقة محظوظة بشعبها الديمقراطي الحقيقي، ولا تخشى من مثل هذه المفاجآت التي تنتظرها. وفي اليوم الأول راسل حمّاد القباج الملك وطالب بلقاء. وغدا قد يهدد بالذهاب إلى سوريا. وقد يغضب. وأمس فقط قال بعظمة لسانه إن التصويت للعدالة والتنمية واجب شرعي. وواجب الديمقراطي الحقيقي كما أفهم أن يطبطب عليه. وأن يمدح هذا التعدد والاختلاف الذي لا يقصي أحدا. وأن يغض الطرف عن كل أفكاره المتشددة، وكل هذا ليقول إننا في المغرب لسنا ديمقراطية حقة. ومن قال لكم إننا كذلك. لسنا. لسنا. لسنا ديمقراطيين، ولو كنا كذلك، لصار بائعو خودنجال والمسيخنات ومعالجو الرقية الشرعية يحتلون كل البرلمان. ولو كنا ديمقراطيين فعلا، لما وصلت نخبة ولا رجال أعمال ولا متعلمون، ولتشكلت الحكومة من الفيزازي وأبي النعيم والمغراوي والقباج، ولما نجح إلا هذا الشعب الذي نبت بيننا، وكبر في العقود الأخيرة، وصار عائقا أمام كل خطوة إلى الأمام. وتحتجون على السلطة. ترغبون ألا تكون موجودة، وألا تقوم بدورها، وألا تراقب، وألا تمنع. لكن أين يوجد هذا. أي بلد هذا لا سلطة فيه. وحتى قصة القباج صارت هي الأخرى تحكما. الرجل متطرف وعقله في الرقة، وروحه في الخليح وفي القرون السحيقة، وجسده هنا، وينتفس تشددا، ولا يصعب على أحد أن يدينه، وفيديوهاته تعين على ذلك، وأقواله، وكتاباته. ناهيك عن جهله، وكلما خرج عن ما يحفظه من قرآن وحديث، فإنه يخلط بين الأسماء، ويكذب، ويدعي أنه يعرف، ويقرأ، ويعيش في هذا العصر، وفي هذا البلد، بينما هو في عالم آخر. وتقولون أيضا لماذا لم يعتقلوه قبل ذلك وهو بكل هذه الخطورة، وكأنكم تجهلون واقع المغرب، وتجهلون أن شعبا مغربيا كاملا مشكلا من هذا النوع من الناس، ومن المستحيل القبض على ربع الشعب المغربي. وحتى من ليس سلفيا فهو سلفي في الحقيقة. أغلبية الشعب المغرب اليوم هو من هذا النوع، حتى السكارى، حتى الحشاشون، وقد رشحته العدالة والتنمية لأنها تعرف ذلك، وتعرف أن الأصوات مضمونة. وأستغرب من هذه الخطوة التي أقدم عليها حزب بنكيران. إنه هو أيضا يريد ديمقراطية حقة مطلقة شعبية ولا يكفيه الإخوان بل يريد السلفيين أيضا وتلعب بهم السلطة بدورها وتظن أنها قادرة على ضبطهم وتشتيتهم لقد جربوها في مصر وكان برلمانهم مفزعا ومرعبا ومثيرا لسخرية كل العالم وعاشوا جحيم الديمقراطية الحقة والشعب يريد وإذا كان من ديمقراطي حقيقي اليوم فدوره هو أن يحافظ على هذه الديمقراطية البين بين التي نتمتع بها بسلطة قوية وحذرة كي لا يقع الأسوأ وحتى لا نفقد حتى هذا القليل الذي نتنفس به وينهار هذا البلد على رؤوسنا جميعا ويعم الخراب كما كان يتمنى أصحاب الربيع العربي السلفيون والإخوان دعاة الديمقراطية الحقة وقانا الله وإياكم شرها.