ليلة استثنائية عاشتها مدينة الدارالبيضاء ليلة أمس الجمعة 26 غشت بمناسبة ليلة القدر. مساجد مملوءة عن آخرها ومقاهي تعج بالزبناء ومحلات للقصاير يصعب إيجاد مكان فيها ومومسات بشوارع البيضاء خاصة الزرقطوني يقبل عليهن الزبناء. يختار بيضاويون وبيضاويات حسم بعض مشاكلهم العائلية والشخصية تلك الليلة باللجوء إلى السحر والشعوذة، لاعتقادهم أن الجن تطلق سراحهم، لذا يكون الإقبال على تراب الرجلين واللدون والشمع والتفوسيخة . إعداد هذه الليلة بالنسبة بهذه الفئة التي تؤمن بمعجزات السحر يتطلب أسابيع كثيرة. ليلة أمس كانت الروائح غير الزكية وأحيانا النتنة تنبعث من شقق وبيوت. البيضاويون في هذه النقطة سواء، لا اختلاف بين غنيهم وفقيرهم.
بعض البيضاويين الذين يلجئون إلى الشعوذة كانوا يتزاحمون على الصفوف الأمامية للمساجد. نجم ليلة القدر بالبيضاء كان هو عمر لقزابري، إمام مسجد الحسن الثاني، قرابة 250 ألف بيضاوي انتقلوا تلك الليلة إلى مسجد الحسن الثاني. ليلة ختم القرآن شهدت ازدحاما غير مسبوق بالمنطقة المحايدة للمسجد، البعض انتظر طويلا قبل مغادرة المسجد.
لم يكن مسجد الحسن الثاني ومساجد البيضاء الوحيدة التي شهدت إقبالا من قبل البيضاويين، فمقاهي المدينة كان من الصعب إيجاد طاولة شاغرة، ظلت كذلك إلى ساعات الصباح الأولى. بعين الدئاب كان لفئة من البيضاويين بحث آخر بحث عن لذة الجسد، كاباريهات أصبحت دون كحول تقدم فقرات موسيقية. رقص ونشاط واستمتاع بلحظات رفقة الأصدقاء والصديقات. ليلة القدر شهدت نشاطا كالمومسات، بشارع الزرقطوني أو غيره كان الطلب عليهن كبيرا، سيارات من كل الأنواع تتوقف تفاوض ثم تنقل مومسات، بعد فترة تعود نفس المومسات إلى مكانهن.
كل من حاول الاعتداء عليهن يهاجم من قبل شباب. مافيا لكل واحد وظيفته. بعضهن محمي من قبل الأمن، فعلى الساعة الثالثة صباح يومه الأحد، كان شرطي من فرقة الصقور يبتز مومسا بشارع الزرقطوني غير بعيد عن تقاطعه مع شارع أنفا، بينما كان زميله من نفس الفرقة يراقب أوراق السيارة. الدارالبيضاء خلال ليلة القدر كانت طويلة وغريبة ومتناقضة، كل بيضاوي وجد ضالته ومتعته.