— ركبت فى التّران اللي كايدّي ألگرمرسهايم، گلست أو طلّيت من الشرجم، الضو أو الضلام غير كاينقزوا فى حيرة، حطّيت جبهتى على الجّاج، برد مرّ، مرحبة بيك فى ألمانيا! مدّ البرد يدّو الجامدين، القاسيين أو سلّم على قلبي الحزين. ترعّد، خايف تايه. آش ادّاني نْجي ألهاد البلاد التعيسة، أو شكون اللي إطّوع أو يبغي يسكون فى تلا ّجة؟ غير اللي ما عندو عقل. دابا عاد عرفت قيمة عائلتي أو بلادي، ما كاتعرف بقيمة الحاجة غير إيلا فقدتيها أو دابت بين يدّيك. توحّشت شمش المغرب، ناسو اللي كرهت بعض المرّات، البحر، الفوضى السخيّة، الشفاه الكدّابة، ريحة الحريرة بالكرافص، الرّيوس أو الكرعين المشوّطة. لْقيت حتى ألّخُبت ميات عُدر، شفقت. كونت كاندرك: هادي هي طبيعتنا، خودنا بقشورنا ولا ّ خلّينا، ما عمّرنا نرشدوا ولا ّ ندوخلوا عالم الكبار. اللعب أو التسلية مومّو عينينا، أتّتنا بيهم بيتنا أو دوّرنا عليهم جلدنا، موصوف الوقت. شنو هو مصيري فى هاد البلاد، أو شنو جيت ندير هنا؟ بلا بوصلة ولا قبلة، رميت أحاسيسي للتيه علا ّ وعسى إشفع، ياك ما غادي نحماق أو يخرج ليّ العقل بحال الإفريقي "جون بول مْگومْبا" اللي قرا معايا أو كان كايدّاعي بعض الأحيان أن سكان "گرمارسهايم" كانوا كولّهم كايجيوْا فى الطوبيس غير باش إعرّقوا ليه أو إتّغنّاوْا بالنشيد ديالهم المفضّل: "آ الكحل، آ عزّي/خلّي عليك الفْريزي، راك منحوس، إفريقي/شتّك أتَهرق بْريقي"، الله إشافيه! مرة كايحلّ عينيه أو إشاركنا حياتنا اليومية، غير باش إغيب أو يدخول عالمو الخاص، عالم تاير جاير، من بدوه حتى الأخيرو، إعصار أو رْياح مغلّفة بدفعات قوية شيزوفرينية. فى هاد اللحضة كان كايبان لينا مستحيل المنال، مشاركين غير الهوى اللي كانتفّسوا. ولاكن فى الحقيقة كونت كانشاطرو نفس الشعور، بْلا ما نقدّ نتبوّح بهاد الحقيقة المُرّة، آش ادّاني نغادر بلادي العزيزة حتى مشيت نموت بوحشها. سلّطات عليّ الكآبة يدّيها التعاسين، بديت كانشهق، نضرّع أو نطلب منها ما تواخدنيش أو تسمح لَحماق الصّغور اللي رماني فى دراع طاحونة اليأس. علاش تخلّيت على صحابي، عائلتي، العالم اللي كبرت أو ترعرعت فيه، علاش؟ من أجل شوية ديال المعرفة، الحرية، التسامح، الإنسانية، يمكن الحب الصادق أوْ الجنس اللي كانبقاوْا متعطّشين ليه طيلة حياتنا، ولا ّ باش نعيش أحلامي أو عينييّ محلولين؟ ماشي تَمن باهض اللي دفعت؟ جمّدني، جعّدني البرد اللي جعل من الدّات عبد مغلوب على أمرو. المانطو التقيل اللي جبت معايا كايلبسوه هنا غير فى الصيف. دابا عاد كتاشفت شحال كونت بوهالي، سادج، أو السداجة أكيد ما يمكنش ليك تعتبرها موهبة، ولاكن عطب خطير لازم علينا نعرفوا نتعاملوا معاه فى أيام الشباب.