يبدو أن فاتح ماي لم يعد يغري عمال المغرب بالإحتفال بعد أن فقدت النقابات بريقها ولم تعد تلك الطاحونة الهادرة التي ظلت تجيش العمال ليصرخوا بصوت واحد ضد الباطرونا والإستغلال ويطالبون بحقوق مستحقة. هكذا بدت مدينة الدارالبيضاء صباح اليوم الأحد في عيد العمال الأممي.. طريق مديونة التي أصبحت تحمل شارع محمد السادس فارغة إلا من سيارات قليلة،الساعة تشير إلى التاسعة صباحا والمدينة المليونية بالكاد تتمطى من نومها في يوم ربيعي، قبالة كراج علال تمر أربعة سيارات بزعيق يكسر الهدوء، عليها لافتات كتبت عليها عبارات « النقابة الوطنية المستقلة لمهنيي سيارات الأجرة والنقل » « بفضل الرعاية السامية والسياسة المولولية نبلغ الآمال ». بساحة النصر في حي درب عمر،شرع عمال في ترتيب منصة « نقابية » أخرى للمركزية النقابية اللجتن العمالية المغربية التي علقت لافتة تندد فيها بتطاول بان كي مون على المغرب ووحدته الترابية وتدعو لعدم المساس باستقرار المنطقة،وتحث الحكومة على إجبار « الباطرونا » على تأسيس لجان المؤسسات. نزولا إلى ساحة حسن الصغير،نصبت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل منصة في مدارة طرقية ماتزال فيها حركة المرور سالكة فيما شرع عمال في ترتيب كراسي جلدية وثيرة في المنصة الخصراء التي علقت عليها لافتة صفراء كتبت عليها عبارات « تخلد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وعموم الأجراء فاتح ماي 2016 تحت شعار « العدالة الإجماعية تقتضي العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص في الشغل..الاعليم ،الصحة،السكن، والعيش الكريم »، تنفيذ الأحكام القضائية إنصاف للعمال » « نطالب إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي ». وكان مكبر الصوت بصدح بأغاني فيروز ليغطي سماء حي درب عمر المغلقة محلاته التجارية في صباح آحد. قرب بناية السوق المركزي « المارشي سنطرال »كان وفد من السياح الأجانب يقوم بجولة مبكرة يرافقهم مشرف مغربي،وصولا إلى ساحة الزلاقة بشارع الجيش الملكي نصبت نقابة الإتحاد المغربي للشغل منصة باذخة مقسمة لجزأين،الأول لجلوس ضيوف الإتحاد والثانية تم نصبها وسط المدارة الطرقية وتبث فيها ميكروفون سيلقي فيه الزعيم ميلودي موخاريق خطبته في العمال باسم الفاتح من ماي لسنة 2016. ومنع « فيدورات » الصحافيين صباح اليوم الأحد بالقوة من الولوج إلى بناية فندق گولدن توليب (فرح سابقا) بدعوى أن الفندق تم حجزه بالكامل من طرف النقابة العمالية وأنه مسموح للأشخاص المتوفرين على دعوة خاصة فقط ولوج المؤسسة الفندقية،ليظطر حلفاء للنقابة من حزب التقدم والاشتراكية إلى الإنسحاب بعدما جاؤوا لعمل الصواب مع نقابة الاتحاد المغربي للشغل.