خرج الخبير الأوروبي في الشؤون المغاربية "بيير فيرميرن" بمقال تحليلي حول أسباب تورط أشخاص تنحدر أصولهم من الريف في التفجيرات التي شهدتها أوروبا. وعزا ذات الخبير الامر إلى كون الريفيين عانوا من عدة أشكال من التهميش والتمييز والعنف من بينها حرب إسبانيا الكيماوية، بالاضافة إلى نظام الحسن الثاني الذي همش الريف ودفعهم إلى الاتجار في ما هو غير مشروع لبناء إقتصادهم. الخبير تناسى بشكل أساسي في مقاله أن الرعيل الأول الذي هاجر من الريف نحو أوروبا، لا زال يضرب به المثل من حيث الاخلاق والعمل الجاد وأن ما تعانيه أوروبا اليوم مع أبناء المهاجرين هو نتاج سياستها العنصرية التي قزمت دور المهاجرين الذين بنوا أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بالاضافة إلى تهميش أبناءهم، وجعلت شريحة منهم تنخرط مثل المهاجرين من دول أخرى كتركيا والجزائر في أعمال غير قانونية، بسبب الحقد الذي تولد داخل نفوس أبناء المهاجرين الذي ولدوا في أوروبا لكنهم دائما أقل من الاوروبيين ويتعرضون للعنصرية بشكل دائم. الخبير لم يتعمق بشكل كافي في دراسة مقاله ليعلم أن من هاجروا في الستينات والسبعينات إلى أوروبا بسواعدهم بنيت أكبر الشركات وخاصة مصانع السيارات في ألمانيا التي كانت تشغل شريحة مهمة من العمال المغاربة، ولم يكن هؤلاء ينخرطون في أي اعمال غير قانونية، كما لم تشهد أوروبا خلال هجرة الرعيل الأول أي أعمال إرهابية منسوبة للمسلمين، ولم تبدأ موجة الارهاب إلا مع المغرر بهم من الجيل الثالث الذي ولد معظم أبناءه في أوروبا، كما أن الاجرام الذي ينسب إلى المغاربة وإن كانت نسبة المنخرطين منهم في المافيا ضئيلة مقارنة مع الكم الهائل للمغاربة في أوروبا، فإنه لم يبدأ إلا مع بداية الجيل الثالث أيضا، والذي تربى في أوروبا وإن كان ينحدر من المغرب عموما أو الريف خصوصا. الخبير نفسه يبدو أنه تناسى بأن عمدة روتردام الذي ينتسب للجيل الثاني ينحدر من الريف، وأن جمال بنعمر نائب الامين العام للامم المتحدة والذي ينتسب للجيل الثاني ينحدر من الريف أيضا، وهؤلاء الفعل عاشوا جزءا من حياتهم في الريف وعانوا من التهميش رغم أنهم لم يشهدوا الحرب الكيماوية، وهؤلاء من كان على الخبير أن يربطهم بمقاله ويتساءل كيف أن هؤلاء وغيرهم الالاف لم يقوموا بتفجير أنفسهم في حين أن من ربتهم أوروبا هم من يفجرون أنفسهم.