توفي الروائي الإيطالي الشهير أمبرتو إيكو في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة عن عمر يناهز 84 عاما بعد مسيرة أدبية وأكاديمية وفكرية طويلة اكتسب فيها شهرة عالمية وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات. وأبدت كبريات الصحف الإيطالية اهتماما كبيرا برحيل إيكو الذي ذاع صيته عام 1980 بعد نشر روايته التاريخية المشوقة "اسم الوردة". وتحولت الرواية إلى فيلم سينمائي في عام 1986. ولعب دور البطولة النجم شون كونري الذي جسد شخصية راهب في القرن الرابع عشر يكافح الخرافات من أجل حل لغز جريمة قتل في دير على خلفية نزاعات فلسفية ودينية. ولم تكن الرواية لتثير اهتمام القارئ المعاصر، لكن شعبية الكتاب كانت في حبكته الذكية وأجواء الخوف والقتامة التي رسمها إيكو ببراعة حول الدير، بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية الجذابة وهو محقق استوحاه الكاتب من شخصية المحقق البريطاني الشهير شرلوك هولمز. وتعليقا على نبأ وفاة إيكو، قالت صحيفة "لاريبوبليكا" إن "العالم فقد واحدا من أهم وجوه الثقافة المعاصرة"، بينما قالت يومية "كورييري ديلا سيرا" إن الراحل يعد واحدا من أشهر المثقفين في إيطاليا. ونعت شخصيات دولية كثيرة من عالمي الثقافة والسياسة أمبرتو إيكو. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إن الراحل "كان نموذجا استثنائيا للمثقفين الأوروبيين فجمع بين فهمه الفريد للماضي وقدرة لا تنضب على التنبؤ بالمستقبل". واشتهر إيكو بوصفه روائيا، لكن أعماله شملت أيضا مجالات أخرى مثل الفلسفة واللغويات والسيميائيات (دراسة الأدلة) وحقبة القرون الوسطى، وكان له حضور لافت في وسائل الإعلام سواء من خلال اشتغاله في المجال الإعلامي والكتابة في أرقى المنابر الصحفية، أو من خلال تحليلاته العميقة لمختلف أشكال العملية الإعلامية. إلى جانب رواية "اسم الوردة"، كتب إيكو روايات أخرى بينها "بندول فوكو" في عام 1988 و"جزيرة اليوم السابق" في عام 1994، و"باودولينو" و"مقبرة براغ"، وصدرت روايته الأخيرة العام الماضي بعنوان "العدد صفر". ولد إيكو في الخامس من يناير 1932، وكان والده يعمل محاسبا في أليساندريا بشمال إيطاليا وكان حلمه أن يصبح ابنه محاميا، لكن إيكو اختار أن يدرس الفلسفة في جامعة تورينو شمالي إيطاليا حيث أصبح مفتونا بعالم القرون الوسطى. وطوال حياته المهنية كان أستاذا في جامعة بولونيا التي تعد من أعرق الجامعات في أوروبا برمتها.