يجب الاعتراف أن الرجاء ربح أجيالا من المحبين والأنصار للمستقبل، بلمسته الساحرة في كأس العالم للأندية التي استضافتها مدينتا مراكش وأكادير قبل أيام. كل من شاهد الأطفال ومجموعات كبيرة من الشباب ذكورا وإناثا وهم يتهافتون على شراء رايات وبعض المنتجات التي تحمل شعارات الرجاء، يتأكد أن الفريق الأخضر ضمن توسيع قاعدة محبيه في الحاضر والمستقبل، وهذا أمر يظهر على الواقع، كما أن بعض الدراسات كانت دائما تشير إلى أن يتأثرون بالفريق الذي يحقق الألقاب في الفترة التي يبدؤون فيها بإدراك ما حولهم، ويختارونه مفضلا لديهم طيلة حياتهم. وبالنظر إلى التجاوب الذي لقيه إنجاز الرجاء في مختلف المدن والمناطق المغربي، فإن ذلك يعني أن هذا الفريق في لاوعي الكثيرين صار ملكا جماعيا، ورأت فيه تلك الحشود معوضهم عن المنتخب وعن باقي الإخفاقات، على الأقل في هذه اللحظة. حالة من هذا النوع، صارت تفرض على الرجاء التفكير بطريقة أخرى، أي ما معناه أنه لم يعد ملكا لنفسه أو لجماهير الدارالبيضاء ومحبيه في باقي المدن، بل حتى من كان له انتماء يبعده عن الفريق الأخضر فهو تعاطف معه وتمنى تألقه لأنه كان منطقيا مع نفسه وهو يعتبر أن أي نتيجة إيجابية هي ربح للمغاربة أجمعين. وهذا التفكير المختلف، الذي ينبغي على الرجاء تبنيه، يجب أخذه على محمل الجد، والتعامل معه بما يلزم. صحيح أن الفريق يتمتع بشعبية كبيرة، إلى جانب الوداد، في المغرب وليس الدارالبيضاء وحدها، لكن حسب الظاهر فإن هذه الشعبية توسعت، وينبغي استغلالها كما ينبغي في الاتجاه الصحيح، من الناحية الجماهيرية تواصليا وتجاريا، كما أن هذا التحول المفاجئ الذي جعل من الفريق مالكا لقطعتين أرضيتين، واحدة اقتناها من الملك الجماعي ومساحتها خمس هكتارات، والثانية هبة ملكية ومساحتها سبع هكتارات، بعد أن كان فقط يستغل ملعبا للتداريب في الوازيس هو أصلا مفوت من مجلس المدينة، سيرفع قيمة الفريق من الناحية المالية والتسييرية والتدبيرية، وسيضعه أمام مسؤوليات لا تعد ولا تحصى للتعامل مع هذا التوسع المفاجئ. خلاصة القول إن الرجاء ربح في 10 أيام ما لم يربحه الآخرون في سنين، وبالتالي فإن الحمل كبر، والعقليات عليها أن تكون في مستوى هذا التحول