الاتحاديون. الاتحاديون يسلمون على بعضهم البعض بحرارة. الاتحاديون كأنهم كانوا في غربة والتقوا في المكتبة الوطنية بالرباط بعد طول غياب. الاتحاديون ظاهرة سياسية مغربية يصعب فهمها. الاتحاديون كثيرون. الاتحاديون خصوم للاتحاديين. يا لعددهم الكبير. الاتحاديون يعانقون بعضهم البعض ويحسبون من جاء ومن لم يجىء. الاتحاديون يتنافسون على روح المهدي. الاتحاديون خطبهم طويلة، وقد تبدأ تدخلاتهم ولا تنتهي. الاتحاديون يعيشون على الأمجاد. الاتحاديون يحيون بالحنين في ساحة المكتبة الوطنية، ويلغزون الحاضر، ويعقدون الواقع. الاتحاديون يتشبثون بأي أمل. الاتحاديون يعولون على اليوسفي. الاتحاديون يلمزون ويغمزون ولا يثقون في أولئك الذين يجلسون إلى جانب المجاهد. الاتحاديون إذا سايرتهم يجننونك. الاتحاديون يفهمون في كل شيء، ويفسرون العالم، ويشرحونه بيسر، إلا حالتهم، تستعصي عليهم. الاتحاديون تشعر بحذرهم وعدم ثقتهم في الاتحاديين. الاتحاديون يتنافسون في تحليل إشارات الرسالة الملكية. الاتحاديون يمارسون علم ما وراء السياسة. الاتحاديون حولوا حزبهم إلى ميتافزيكا، وإلى عالم من الألغاز والأنبياء. الاتحاديون فرق وملل. الاتحاديون يوجدون في مكان آخر، ويتحرقون لمعرفة ماذا يقع في المكتبة الوطنية. الاتحاديون في الطليعة الاتحاديون في فيدرالية اليسار الاتحاديون في الدولة الاتحاديون ينتظرون رجوع الحزب الغائب الاتحاديون في عيني حميد برادة الساهمتين وهو ينظر في الوجوه ويرى مآل الفكرة. الاتحاديون في جلباب مقاوم جاء من مكان بعيد ليحضر ذكرى ويسترجع الماضي. الاتحاديون في تعب الوجوه. الاتحاديون كأنهم تراجيديا مفتوحة على نهايات شتى. الاتحاديون في بيوتهم. الاتحاديون ساخرون من وضعهم. الاتحاديون متجهمون ومتهيبون وحذرون كأنهم يحملون سرا خطيرا. الاتحاديون يقاطعون مبادرة اليوسفي الاتحاديون صاعدون إلى أعلى الجبل، في قمة الفيسبوك، ويقصفون إخوانهم. الاتحاديون ليسوا مدرسة، بل مدارس كثيرة، ولكل مدرسة برامجها وطرق تعليمها. الاتحاديون يظهر عليهم التعب. الاتحاديون متشبثون بالأمل. الاتحاديون يبحثون عن موقع في ما سيحدث غدا. الاتحاديون دائخون الاتحاديون لا يعرفون ماذا ينتظرهم الاتحاديون طموحاتهم مختلفة، ويمشون على البيض. الاتحاديون ظاهرة غريبة تغري الغرباء ليتفرجوا عليها. الاتحاديون يفتخرون بعلاقات اليوسفي، وينتقدون تكتمه ولا يعرفون ما يدور في رأسه الاتحاديون مع اليازغي الاتحاديون مع لشكر الاتحاديون ضد أنفسهم الاتحاديون بلا قائد الاتحاديون يبحثون عن منقذ الاتحاديون يتخيلون ماذا يفعل ويقول ادريس لشكر في هذه اللحظة الاتحاديون ينكتون على حالتهم الاتحاديون يستغربون ماذا يفعل حسن أوريد معهم الاتحاديون في ورطة الاتحاديون بغصة في القلب الاتحاديون بأنين مكتوم الاتحاديون محتفلون الاتحاديون عجز شهيدهم على توحيدهم وقد جاؤوا جاؤوا في الترام وفي سياراتهم وفي القطار جاؤوا من مدن أخرى إلى المكتبة الوطنية وجاء المعطي منجب في كرسيه المتحرك وجاء الصامتون وجاء الثرثارون وجاء المحللون وجاء الإسلاميون وجاء المناضلون الجدد والتقط الجميع صورا للذكرى وقلة فقط كانوا يستمعون إلى التدخلات والخطب الطويلة كان الاتحاديون يرغبون في كلمة عن الحاضر كانوا يرغبون في من يجمع شملهم ولا أحد تجرأ ينظرون إلى اليوسفي واليوسفي كتوم كعادته وإذا اضطر أن يتكلم فعن الماضي وفي الأخير انفضوا كأنهم غير موجودين بنفس مشاكلهم ونفس حروبهم الداخلية في مشهد غريب وحالة تستعصي على الفهم لحزب له كل هذه الهالة وكل هؤلاء الخلص وكل هؤلاء الرموز وكل هذا الشعب ويكتفي بالبكاء عليهم ولا يعترف أن أفضل تكريم لهم ولأرواحهم ولما قدموه هو الحفاظ على ما بنوه ولما ضحوا من أجله ليكون الوفاء حقيقيا وليس مجرد ذكرى تعيش على الحنين وعلى الماضي الآسر.