هو نفس المكان: رحاب الجامعة المغربية بكل فصائلها المتناحرة بيسارها الرادكالي وتياراتهآلاسلاموية المتطرفة الرافضة لكل ما هو مؤسساتي، احزابا،نقابات او شخصيات اختارت طريق البناء الديموقراطي و الاصلاح المؤسساتي، مع فارق بسيط: الخلفي يجر وراءه اتباعه من رواد حركته الغير المجيدة لمواجهة اي تدخل من طرف الاصوات المعارضة داخل الجامعة، و لشكر اختار ان يواجه جبهة الرفض و الممانعة دون تجييش.. فما سر نجاح لشڭر في تجاوز لحظة التوتر و الانطلاق في حوار هادئ عميق و بناء حول اشكالات المغرب الراهن و قضايا الجامعة ؟؟ اعتقد ان وراء ذلك عدة عوامل، منها التاريخ النضالي للرجل الذي كان من قادة الحركة الطلابية و الشبيبة الاتحادية زمن الجمر و الرصاص ، و في الكلية نفسها الذي تشرف بمخاطبة طلابها،فللكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي اليوم علاقة حميمية بالجامعة التي خبر اجوائها و عاش ملاحمها النضالية و دبر بحكمة تناقضاتها و مارس ضمن خريطتها السياسة و الفكرية الاختلاف باعتباره جوهر الحياة الديموقراطية ؛ و يكمن العامل الثاني في ان ادريس لشكر يمثل حزبا يكن له المغاربة كل الاحترام و التقدير لما قدمه من تضحيات من اجل ان ينعموا بالحرية و من ضمنهم طلاب الجامعة الذين استقبلوا لشكر و حاوروه و انتقدوه بل عارض بعضهم في البدء حضوره.. و العامل الثالث هو اقبال غالبية طلاب الكلية على مثل هذه اللقاء ات التي ثتبت ان الشباب المغربي و الجامعي على وجه الخصوص ليس لاه على الشأن السياسي و انما هو بحاجة الى خطاب سياسي جدي و ممارسة سياسية نظيفة و الى اطارات لها مصداقية. هذا ما ساعد لشكر على اختراق ستار الرفض في حين كان استصغار الاخر و رفض الاختلاف و وصف المعارضين بالارهاب و الكفر و الغوغائية من اسباب فشل الخلفي في ايصال صوته لجماهير الطلبة بجامعة ابن زهر و لم ينفعه حراسه في اخماد اصوات المحتجين الذين ارغموه على الانسحاب..عاشت الحرية يسقط الاستبداد!!