غازلت إحدى صفحات الفايسبوك المقربة من التيارات الإسلامية بالمغرب, جماهير الرجاء البيضاء, و دعتها لتبني مواقفها الإيديولوجية و الانتصار لأطروحتها السياسية. و نشرت الصفحة ليلة الاثنين الماضي نداء إلى الفريق الأخضر قالت فيه: "إلى ألتراس الرجاء العالمي بغينا نشوفو تيفو - رابعة- في مونديال".نداء سرعان ما تفاعل معه الفيسبوكيين في ردود متباينة, بين معارض للفكرة و مؤيد لها, لدرجة تبادل الاتهام بين المعسكرين, حيث وصف مساندون للفكرة الطرف الآخر بكونهم أنصار السيسي بالمغرب, فيما ردّ رجاوي: "آش بغينا كاع حنا شي رابعة أُولا خامسة، خلي السياسة فالتيساع، إلا بغاو المصريين إدوروها ف بلادهوم. ماشي يصدرو لينا مشاكلهم، حنا بغينا نفرحو بالمقابلات التي غاذي تلعب ف أكادير ومراكش ماشي حتا السياسة تدْخل لينا ف الرياضة". كما دخل على خط التعليقات مصريين تناوبوا على ترديد نداء يبدو من تكراره على لسان أكثر من شخص, أن وراءه جهة ما تقوم بالتنسيق لما بدا و كأنه حملة لاستغلال الحدث الرياضي,لتمرير خطاب سياسي مرتبط بالصراع المصري حول مقاليد الحكم, حيث ردد عدد من هؤلاء ما أسموه رسالة هامة الى اخوتنا فى أرض المغرب, قاولوا فيها: "و الله انا نحبكم فى الله, الي شعب المغرب و جمهور كرة القدم العالم كله, سيشاهد مباريات كاس العالم للأندية,انتم الذين ستفضحون الانقلابيين امام العالم,انتم من سيساعدنا فى إظهار الحقيقة للعالم أجمع,نريد شعار رابعة ان يملئ كل المباريات,ساعدونا فى إستعادة حق الشهداء من أستشهدوا و هم ساجدون ومن حرقوا و هم مصابون فى مسجد رابعة العدوية,عاااااااااااااااااااوزين اعلام المغرب و رابعه و مصر من اووووول الملعب الي اخره,عاااااااااااااااااااوزين اعلام المغرب و رابعه و مصر من اووووول الملعب الي اخره,في انتظاركم ياااااااااااااااا ابطال".
من جهتها بادرت إحدى الصفحات الرجاوية النشطة إلى الرد على الفور على المنشور محذرة إلترات الفريق من خطروة الانجرار إلى النداء الذي من شأن الاستجابة له أن يجر على الفريق عواقب الفيفا.و كتبت الصفحة الرجاوية: "هذا ما يسمى ب"تبياع العجل" أو "التخ...ار"....تيفو بهذه الرسالة سيعرض فريقنا لعقوبة قاسية من الفيفا لأن الاتحاد الدةلي يرفض رفضا تاما كل الرسائل السياسية,بل يمكن أن يحرم الرجاء من المشاركة مدة طويلة في اي منافسة خارجية أو دولية, و ممكن أن يحكم على فريقنا باللعب بدون جمهور مدة طويلة أيضا... لحسن الحظ أن نواة الغروبات فيها ناس أذكياء".
محاولة اقتحام جماهير الكرة و اقحامها في الصراع السياسي القائم هنا و الدوائر هناك, يجد مبرراته في الإغراء الذي تمارسه الحشود الضخمة التي تصطف وراء الكرة, مُشكِّلة قوة هائلة سواء من حيث العدد أو صلابة التنظيم, تفوق بكثير ما تتوفر عليه أعتد التنظيمات الحزبية و النقابية, ما يجعل الألترات الحركة الجماهيرية الأولى بالمملكة, ما جعل أعين الأجهزة الأمنية و المخابرات تولي اهتماما كبيرا لتحركات جماهير الكرة و الميساجات التي ترفعها الألترات في المدرجات, و من ذلك قيام مصالح الأمن بآسفي بحجز الميساج الذي رفعته الوينرز ضد عبد الإله أكرم, في المباراة الأخيرة للوداد ضد آسفي بالملعب العبدي.
توظيف ظارهة الألتراس في السياسة بشمال إفريقيا, يمكن التأريخ له بالثورة المصرية و الدور الكبير الذي لعبته ألتراس "أهلاوي" و "الوايت نايتس", في الإطاحة بنظام حسني مباركمن خلال حشدها لعشرات الألوف من أنصارها و الدفع بهم في معمعة الصراع السياسي سواء من خلال المشاركة في اعتصام ميدان التحرير أو تأطير المتظاهرين و تنظيم الواجهات مع قوات الأمن.و هو ما جعل التراس "أهلاوي"يتهم وزارة الداخلية بتدبير مذبحة بور سعيد للانتقام من الالتراس للدور الحاسم الذي لعبته في الثورة المصرية...فيما روجت منابر إعلامية مؤخرا لتقارير تتهم ألتراس "الوايت نايتس", بتحولها إلى حديقة خلفية للتيارات السلفية المصرية.