مات اليوم عدد من أصدقائي الفرنكوفونيين. الذين نجوا منهم هم الآن في وضع حرج ويتلقون الدعم النفسي. صديقاتي الفرنكوفونيات يبكين بحرقة، وأغلبهن فقدن الوعي، وزرن طبيبهن الخاص. الذين مازالوا على قيد الحياة متوترون وخائفون، وقد رأيتهم في الفايسبوك يتهامسون في فزع. يا إلهي ماذا حدث للقراء الفرنكفونيين. من أرعبهم بهذا الشكل . ولماذا يسقطون تباعا . لقد عرفت السبب. إنهم يتعرفون لأول مرة على مايسة سلامة الناجي، بعد أن قرؤوها مترجمة إلى الفرنسية في موقع بانوراما . لم يسبق لهم شرف التمتع بقراءتها . لم يتوقعوا أن تكون في المغرب فتاة جميلة وصادمة مثلها . لم يتخيلوا وجود كاتبة متألقة وناجحة بمثل جرأتها . انهاروا تماما وهم يطلعون على مقالها حول التحرش مترجما إلى الفرنسية . لقد فاجأتهم مايسة وخوفتهم . لم يخطر في بال أحد منهم أن ما يكتب باللغة العربية مرعب ومثير إلى هذا الحد . كما لا يخفى على أحد، فإن قراء العربية متعودون على المقالات المحرضة على الإرهاب، وعلى الشتم والتخوين والتكفير وعلى درر مايسة، ومع الوقت أصبحت قلوبنا قوية ونحتمل كل ما يأتي من العربية، حتى أني صرت مغرما بمايسة وكتبت إليها رسالة سارت بذكرها الركبان، إلا أن الفرنكفونيين مرهفون وعقلانيون وإنسانيون بحكم اللغة، ومشاعرهم رقيقة، وحتى لو أرادت الفرنسية أن تقول مثل ما تكتبه مايسة فإنها تعجز عن ذلك، وإذا كتبته فإن اللغة تختل وتصيب القارىء بالرعب، وهذا ما حصل لهم اليوم بالضبط . لقد أرادوا بحكم الصداقة والانتماء إلى نفس الوطن أن يتعرفوا علينا وعلى العالم الذي نعيش فيه، فكلنا في نهاية المطاف مغاربة، إلا أنه لم يدر في خلدهم أن مايسة تتربص بهم في المنعطف، ولم يتخيلوا أن الصحافة العربية تتوفر على مفاجأة بهذا الشكل . دعيهم يا مايسة دعيهم يقولون عنك ما يشاؤون دعيهم يقولون إنك تروجين للإرهاب دعيهم يقولون أنت متخلفة وظلامية إنهم يموتون بغيظهم إنهم لا يحتملون جرأتك وعفتك إنهم يسقطون تباعا ويهربون إلى الجرائد الفرنسية إنهم يقاطعوننا ويقاطعون اللغة العربية ولو مترجمة يهربون منها ومنا واصلي يا مايسة برافو أما من ناحيتي فقد بحت بمشاعري نحوك ومازلت إلى اللحظة أتعذب برافو مايسة زوري الفيسبوك وسترين ما أصاب القراء الفرنكوفونيين يا قاتلة من يقدر أن يضع حدا لضحاياك يسقطون تباعا بغمزة منك إنهم عذالك ويغارون من مئات آلاف الرجال الذين يحبونك . واصلي يا ما يسة جميلة وأنت بالعربية الفصحى وسلاح فتاك وأنت بالفرنسية وها هو قارىء فرانكوفوني آخر يموت هذه اللحظة أمام عيني قبل أن يكمل مقالك . واصلي يا مايسة لا أحد يمكنه أن يقاومك ولو أوتوا كل علوم الأرض شعرة من رموش عينيك تصيب أعداءك جميعا في مقتل . جملة واحدة منك وسنطرد اللوبي الفرنكفوني من المغرب