الرابوز: كوميديا مسرحية متفردة مستوحاة 100% من الحلقة إحياء جو الحلقة التقليدية وإعادة تطوير تقنيات هذا التراث القديم غير المادي، بطريقة أكثر عمقا، مع خلق علاقة متميزة ومباشرة بين الممثل والمتفرج، هي الأهداف التي نجحت مسرحية "الرابوز" في تحقيقها في العرض ما قبل الأول لها بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. هذه المسرحية التي خرجت للوجود بفضل شراكة الإنتاج بين جمعية "Vies-age" للبحث الفني في الثقافة المغربية العميقة، والمسرح الوطني محمد الخامس، والمستوحاة بشكل كامل من فن الحلقة. تقع أحداثها في ساحة جامع الفنا بمراكش. فأثناء تقديمهم لعروضهم يتفاجأ الحلايقية برجل مجهول يقتحم حلقاتهم ويشاركهم اللعب. عندما يكتشفون أنه فاقد للذاكرة، يتعاطفون معه شيئا فشيئا. يتذكر هذا الغريب آخر ما عاشه من أحداث قبل وصوله إلى مراكش، فينغمسون معه في ارتجال كل المواقف التي يمكن أن تحفز ذاكرته على استرجاع الأحداث القديمة، حتى يفضح سره الذي طالما حاول كتمانه. ومثل الرابوز الذي يوقد الجمر وينفخ على الرماد ليزيله، يفسر أسامة بباعزي، مساعد المخرج، يستطيع ارتجال الحلايقة المتعاطفين إيقاظ ذاكرة الغريب وإزالة رماد النسيان منها. "تحتاج الحلقة، التي تعد جزء من التراث الثقافي غير المادي، إلى حماية وصيانة بشكل مستعجل لأنها عرضة للاندثار، فالحلايقية المتشبثون بفن الحكي القديم هذا أصبحوا قلة، فالعديد منهم تخلى عن هذه المهنة بسبب ظروف العيش القاسية ولجأوا لأعمال أخرى لإعالة أسرهم وذويهم". وأوضح مؤلف ومخرج المسرحية أمين غوادة، في تصريح ل"كود" المعروف لدى عدد كبير من المغاربة بكونه صاحب الصوت المخيف للموسم الماضي من برنامج 'أخطر المجرمين' على القناة الثانية، قائلا: "مشروعنا المسرحي 'الرابوز' يريد الجمع بين الجهود المبذولة للمحافظة على هذا التراث غير المادي وذلك من خلال عرض مسرحي مبتكر وفريد من نوعه يخلد هذا الفن وينمي الإحساس بضرورة صونه من الاندثار". لطالما أعجبنا وانبهرنا بالحلقة التي تعد أكثر أشكالنا المسرحية بساطة وعمقا وخيالا، ولطالما حاول المسرحيون والباحثون التعمق في كنهها وجوهرها واستلهامه في إبداع وتطوير مسرحنا المغربي. إنها مسرحنا الأول، الذي اعتمد على خلق الفرجة والاستمتاع للمواطنين، واللبنة الأولى لظهور هذا النوع من الفنون الذي تطور عبر مراحل التاريخ وأعطانا ما نسميه اليوم مسرحا. المسرحية من تشخيص خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وهم محمد بودان، وسعيد الهراسي، وبوشعيب السماك، وعصام الدين محريم، وسعيد بكار. حيث أدى كل منهم شخصية حقيقية من رواد فن الحلقة في المغرب مثل "باقشيش" و"الصاروخ"... أما الملابس والإضاءة فكانت من مهمة نعيمة لعروسي، خريجة المعهد أيضا.