حظي الفنان الأمازيغي الراحل عموري مبارك، الذي توفي في 14 فبراير الماضي، بتكريم فني في الدورة 12 بمهرجان "تميتار .. علامات وثقافة"، الذي انطلق مساء اليوم الأربعاء، بمدينة أكادير، وتستمر فعالياته إلى غاية 25 يوليوز الجاري. وتضمن برنامج تكريم هذا الفنان، الذي طبع الأغنية الأمازيغية العصرية ببصمته الخاصة، بعرض العمل الفني الذي يحمل عنوان "أيتها النحلة .. أريد مرافقتك في الطريق"، وهو عبارة عن إبداع مبتكر من طرف الفنان عبد الرزاق الزيتوني، ويجمع بين المسرح والغناء والرقص، مع الاحتفاء بالجسد تحت أشكال مختلفة ومتنوعة. كما تضمن هذا التكريم تقديم ألبوم غنائي جديد للفنان عموري مبارك يحمل عنوتن" أناروز ن سيفاو"، وهو من إنتاج "جمعية تيميتار"، التي دأبت خلال الدورات السابقة على إصدار مجموعة من الألبومات الغنائية، تشجيعا منها للفن والفنانين. وأوضح خالد بازيد، المدير العام للمهرجان، في لقاء عقده اليوم مع الصحافة، أن إقدام "جمعية تيميتار" على هذه المبادرة يندرج في إطار الحرص على نشر وإشاعة الثقافة المغربية الأمازيغية في أشكالها المختلفة، غناء ومسرحا وشعرا وغيرها من الأشكال التعبيرية الأخرى، فضلا عن كون هذه المبادرة تعتبر التفاتة وفاء وعرفان اتجاه فنان بصم بطابعه الخاص الأغنية الأمازيغية العصرية على امتداد عقود متتالية. من جهتها، ذكرت لطيفة اليعقوبي، نائبة مدير المهرجان ومسؤولة الأنشطة الموازية، ببعض المحطات المميزة في مسيرة الفنان الراحل عموري مبارك، ومن ضمنها مشاركته في إحياء سهرات سابقة لمهرجان تيميتار. كما سجلت حرص المهرجان على تكريم أسماء إبداعية أخرى شكلت علامات بارزة في الإنتاج الثقافي والفني المغربي الأمازيغي كما هو الشأن مثلا بالنسبة للأديبين الراحلين علي صدقي أزايكو، ومحمد خير الدين، ومجموعة إزنزارن الغنائية. من جانبها، قالت زهراء تانيرت، أرملة الراحل عموري مبارك، إن الألبوم الجديد الذي أصدرته "جمعية تيميتار" يشكل مرآة لمجموعة من الأفكار والمبادئ التي كان يؤمن بها الفنان الراحل، كما يشكل الألبوم من الناحية الفنية عصارة تجربة لفنان مبدع، كرس حياته لخدمة ثقافة وطنه. يذكر أن الراحل عموري مبارك من مواليد 1951 بمنطقة اركيتة في إقليمتارودانت، وقد انضم إلى المجموعة الغنائية الأمازيغية "أوسمان" (البرق)، التي لقيت أغانيها نجاحا منقطع النظير خصوصا في عقد السبعينيات، سواء في المغرب أو في الخارج، خاصة في فرنسا. وانفصل الراحل عن مجموعة "أوسمان" سنة 1978 ليواصل مشواره الفني منفردا حيث غنى قصائد لشعراء أمازيغ مرموقين أمثال محمد مستاوي، وعلي صدقي أزايكو، حيث غنى لهذا الأخير قصيدة "جانفيليي" التي حاز بها على الجائزة الثالثة للمهرجان الأول للموسيقى العصرية المغربية الذي نظم في مدينة المحمدية سنة 1985.