لن ينسى كريستوفر روس أن يكون محط انتقاد من طرف المغرب بعد تقديم تقريره السنة المنصرمة أمام مجلس الأمن وسحب الثقة منه، قبل أن يتم التوافق على أعلى مستوى بين المغرب والأمين العام الأممي على ابقائه. المبعوث الأممي الذي زاغ عن الحياد المطلوب في مسؤول أممي مهمته تشجيع المفاوضات بين طرفين للتوصل إلى تسوية سياسية وعادلة مقبولة من قبل كل الأطراف، وجه رسائل مشفرة إلى المغرب، فقد حرص على زيارة الرباط أولا، لكنه توجه مباشرة إلى مخيمات تندوف قبل أن يعود مجددا إلى الصحراء، وكان عليه أن يزور الرباط والمدن الجنوبية، لكنه اختار أن يعكس الآية وكأنما يريد أن يوجه رسالة إلى المغرب بأنه يلتزم الحياد لكنه منح للإنفصاليين نقطا لم يكن يحلموا بها.
بالعيون وحين استقبل ممثلي السلطات المغربية قدموا له كل الضمانات بأن لا يتم التدخل لتفريق المتظاهرين والمحتجين، لكنه لم يقم بنفس المساعي لدى الإنفصالييين لاحترام القوانين والضوابط التي يفرضها الإحتجاج في دولة ذات سيادة وهي التوفر على ترخيص والإحتجاج بطريقة سلمية، فحتى لو كانت الرغبة هي ارسال مطالب بتقرير المصير، فإن من حق تلك الأقلية التعبير عن مطالبها مع احترام حقوق الأغلبية من الوحدوين، وهذا ما لم يقم به روس وأصبحت الأقلية هي الصوت الوحيد المهيمن.
أثناء زيارته إلى مخيمان تندوف لم يجدد المطالبة باحصاء الساكنة، ولم يلتق معارضين لقيادة البوليزاريو مثل المغني علال الناجم وغيره من أنصار الحكم الذاتي ولم يطلب معلومات عن العبودية والإستغلال بالمخيمات ولا مدى احترام حقوق الإنسان خاصة في لم الشمل وحق العودة.
روس أمام محك آخر بموريطانيا، فهل يلتقي بالمبعد مصطفى ولد سيدي مولود، وهل يلتقي بجمعيات موريطانية فضحت جرائم البوليزاريو وفضحت علاقات قيادة الرابوني بالتهريب والإرهاب.
في الجزائر سيتأكد مرة أخرى مدى حياد روس، فهل سيطلب من الجزائر القبول باحصاء ساكنة المخيمات أولا وثانيا أن ترفع الجزائر يدها عن الملف وتهتم بقضايا شعبها الذي يعاني مشاكل اجتماعية قاسية، وهل يطلب منها الكف عن تمويل البوليزاريو. الجزائر التي تدعي الدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي يمكن لها أن تظهر حسن النية فتمنح منطقة القبائل نفس الحق عن طريق الحكم الذاتي والقبول بحكومة فرحات مهني كرئيس للمنطقة المستقلة.
لكن يبدو أن روس يسير في اتجاه أخرى غير التي حددت في مهمته، لكن فإن تقريره المقبل نهاية الشهر الجاري سيوجه صفعة انتقامية للمغرب لا محالة تصريحات جمعتها "كود" ممن التقوا روس ذهبت الى ان المبعوث الأممي متفائل وانه وان سمع من اكثر من جهة نفس الكلام الذي سمعه سابقا فانه متشبث بان يطرح من التقاهم في المستقبل أفكار لإيجاد حل للقضية لا مطالب وتقارير. مصدر اكد ل"كود" ان روس ردد انه لن يأتي من اجل حقوق الانسان او ما شابه ذلك بل جاء للاستماع الى مقترحات من مختلف أطراف النزاع.