كما لو أن بوبكر الجامعي ومن يدورون في فلكه ومن يدورون حول الفلك الأكبر لا يرغبون في أن يعود علي أنوزلا إلى أهله ولا يريدونه حرا. كأنهم يقولون: يجب أن تبقي يا علي في السجن.
كأنهم يقولون له السجن يليق بك يا علي ولا يجب أن تغادره.
وإلا بماذا نفسر كل هذا الإصرار على معاكسة رغبة الصحفي علي أنوزلا في الإغلاق المؤقت لموقع لكم، إغلاقه إلى حين، إلى حين فقط، وإلى أن يغادر علي السجن.
كأن الأصدقاء والمناضلين والأبطال الذين كانوا يرددون قبل أيام قليلة: الحرية لعلي أنوزلا ويرفعون الأعلام السوداء حدادا على حرية الصحافة، كأنهم صاروا اليوم يرفعون شعار السجن لعلي أنوزلا.
لم تعد تعنيهم حرية علي.
صار شغلهم الشاغل هو موقع لكم الذي أمر علي بإغلاقه، لأنه مؤسسه والمسؤول القانوني عنه، والذي يتحمل وحده مسؤولية ما ينشر فيه.
إنهم متضامنون في توريط علي أنوزلا.
يقفون وقفة رجل واحد ليبقى علي في السجن.
لا قيمة لعلي في نظرهم إلا معتقلا ومحكوما بقانون الإرهاب.
لا فائدة يمكنهم جنيها من الإفراج عنه، يرون في إطلاق سراحه هدية للنظام، ولن يجدوا فرصة أفضل من هذه في المستقبل لشتم المخزن وتشويه سمعته.
لقد بذلوا مجهودا جبارا ووصلوا إلى الواشنطن بوست، ومن المؤسف أن يضيع كل هذا المجهود سدى بخروج علي وعودته إلى أهله ومهنته.
يجب أن يبقى علي في السجن
ويجب أن يضحي بنفسه من أجل بوبكر الجامعي
يجب أن يقبع في الزنزانة من أجل أنا البعض المتضخمة.
إنهم غير مستعدين لاحترام رغبة علي أنوزلا.
إنهم يشكون في علي أنوزلا أيضا، ويعارضونه ويتدخلون في إرادته.
إنهم يعرفون مصلحته أكثر منه ولذلك لا يجدون أدنى حرج في السطو على موقع لكم.