سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كود" تروي حكاية رسام فرنسي ظلت جثته حبيسة ثلاجات مستودع الأموات الرحمة لأزيد من سنة ونصف لأنه أراد أن يدفن في مقابر المسلمين.. اعتنق الإسلام وعلم أبناء مغاربة الرسم ومات على بعد 200 متر من مقبر الغفران
ووري، أمس السبت، الثرى في مقبرة الغفران بالدار البيضاء جثمان الرسام الفرنسي ديلماسو (78 سنة)، بعد أن ظلت جثته حبيسة ثلاجات مستودع الأموات الرحمة لما يقارب السنة ونصف. حكاية ديلماسو غريبة ومؤثرة، حسب ما رواه مقربين منه ل "كود". وتعود لأزيد من 20 سنة، عندما حل بالمغرب، حيث قرر الاستقرار، بعد شراء شقة في الحي السكني السالمية في منطقة سباتة بالدار البيضاء.
قرار الرسام الفرنسي بالاستقرار في المغرب جاء بعد اعتناقه الإسلام، ليعيش بين أصدقاءه وجيرانه تحت اسم عبد القادر.
بعد ربطه علاقات طيبة مع جيرانه، انخرط في العمل الجمعوي الذي مكنه من التعرف على أصدقاء جدد، كما أنه ساهم في تعليم أبناء مغاربة فن الرسم.
ديلماسو، الذي له عدة لوحات تزين حاليا شقته في حي السالمية، كان مولعا بتجميع التحف والأشياء القديمة، وهو ما كان يجعله يتردد باستمرار على جوطية درب غلف، حيث عثر على قطع أكسبته بعد إعادة بيعها مبالغ مالية مهمة.
عبد القادر، الذي كان في كل مناسبة دينية يستدعي طلابا لتلاوة القرآن في منزله، حاول خوض تجربة زواج من مغربية، إلا أنها لم تكلل بالنجاح بعد اكتشافه أن هذا الارتباط بالنسبة للمعنية بالأمر ما هو إلا صفقة بغرض تحسين وضعها الاجتماعي.
وفي إحدى هذه اللقاءات المنظمة في منزله، فاجأ الراحل الطلبة بطلب غريب، وكأنه كان يحس بدنو أجله، يتمثل في تأكيده على دفنه في مقابر المسلمين بعد وفاته.
بعد هذه الوصية، أصيب ديلماسو بمرض الزهايمر، فكان يخرج من المنزل ولا يعود إليه إلا إذا وجده أحد الجيران، قبل أن يعثر عليه ميتا، يوم 31 يناير 2014، على بعد 200 متر من مقبرة الغفران.
أصدقاء عبد القادر، الذي كان يعتز بإسلامه وكان ينشر وثيقة اعتناقه له في مدخل شقته، تشبثوا بتنفيذ وصيته، غير أن القنصلية الفرنسية رفضت الترخيص بدفنه في مقابر المسلمين.
وبعد جهود كبيرة، وبمساعدة السطات المغربية، جرى، أمس السبت (4 يوليوز 2015)، نقل الجثة من مستودع الأموات الرحمة إلى مقبرة الغفران لدفنها، بحضور عدد من أصدقائه وجيرانه وطلبة كان يعلمهم فن الرسم.