سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرافيليات: مسلمون مع وقف التنفيذ أو كيف يتم ربط الدين بالعُري! ردود الأفعال الهائجة والعنيفة واختزال الاخلاق والدين فيما بين الارجل هو اساءة لهما وحط من سموهما وتكريس لتصور بدائي ومتكلس
"هادي راه بلاد الإسلام ،يا أولاد ***" امين البارودي. كرست الوقائع الأخيرة، فيلم نبيل عيوش "الزين لي فيك" و الحفل الإستعراضي للمغنية الامريكية جينيفر لوبيز ,وأثداء "الفيمن" العارية في ساحة حسان، حالة من الهيجان والعُصاب الجماعي ،الذي يصيب عموم المغاربة،وخاصة التيار المحافظ، حينما يتعلق الأمر بعمل فني ، يتخد من الجسد والعري ، وسيلة من اجل تبليغ رسالته وتمرير افكاره ، حيث يتم رفع شعارات دينية ويتم التذكير بكوننا دولة اسلامية، وان العُري يهدد تماسك قيمنا ويعصف بعقيدتنا ،وكأن هاته الاخيرة اوهن من بيت العنكبوت، فخد عارٍ او جسد بارز،قادر على جعلها أثرا بعد عين. لايتذكر احد اننا في بلد اسلامي ،الا حينما يتعلق الأمر بجسد المرأة ، اما تفشي الجهل و الظلم والسرقة والإختلاسات والتحرش والعنف بكل أنواعه ..امور تم التطبيع معها وجعلت من الجميع ينسى او يتناسى ان هاته البلاد يعتنق اغلب مواطينها دينا اسمه الاسلام. ان اختزال الدين والدفاع عنه في جسد وقطعة قماش،يكشف بالواضح ذلك الفهم الاختزالي للدين ،وانتقائية الإنسان المغربي ،الموجه من طرف جماعات واحزاب دينية ،لها فهم ضيق وسطحي للدين ،وتصور رجعي للمرأة والفن والمجتمع. إن الدين لم يأتي من اجل خلق اجيال من مفتشي الضمائر و حراس القيم المصطنعة، انه وُجد ،اي الدين، من من اجل تهذيب عامة الناس، وجعلهم ينفتحون على المطلق،ويرتقون بأرواحهم الى عوالم السكينة و الصفاء والإيخاء، آفاق تمكن الإنسان من الإنفتاح على الاخر المختلف ،وتقبله كأنا مغاير ،لكنه مكمل للذات. الإسلام كباقي الأديان ،هدفه هو جعل الفرد يُقلّم اضافر نفسه الميالة الى كل ماهو سيء، انه مَركَب يسعى الى نقل الإنسان الى بر الرقاء، وهذا لن يتم عن طريق العنف واقصاء الاخر وسحقه وتغييبه . ان اعلى مراتب المواجهة، هي المواجهة مع الذات وتهذيبها وزجرها ، أما الأخر فهو حر ومن حقه ان يمارس حريته، فأنت ولا غيرك ،لست عليهم بمسيطر . ردود الأفعال الهائجة والعنيفة، واختزال الاخلاق والدين والدفاع عنهما فيما بين الارجل ، هو اساءة لهما وحط من سموهما ،وتكريس لتصور بدائي ومتكلس ،للدين كوسلية للرقي الروحي ،والأخلاق كمجموع قيم هدفها جعل الإنسان يتعايش مع الأخر في جو يسوده الإحترام المتبادل. إن الدين والأخلاق ، ليست شمعة يُخشى من ان تعصف بها رياح "الميوعة والعري، بل إنها أنساق وبنيات ، ان كان المؤمنون بها يرفعون من شأنها ,بأشكال راقية، فلا خوف عليها ولا هم يحزنون.