عقب خروج بايرن من منافسات دوري الأبطال، وجه الحارس المعتزل أوليفر كان نقذا لاذعا لدفاع بايرن، ووجه ملاحظاته بشكل خاص حول أداء المدافع المغربي المهدي بنعطية وقال "إنه لا يصلح لدوري الأبطال"، فإلى أي حد كلام كان معقولا؟. "الرضا" و"الفخر" هي المصطلحات السائدة في مقر نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم بعد يوم من مباراة أمس الثلاثاء (13 مايو/أبريل 2015) التي فاز فيها البافاري على برشلونة الإسباني بثلاثة أهداف مقابل هدفين في إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، رغم أن الفريق الألماني أخفق في انتزاع التأهل إلى نهائي المسابقة بسبب خسارته في ذهاب الدور بثلاثية نظيفة.
ورغم أن إدارة النادي وعلى رأسهم كارل هاينز رومينغيه ترفض أي حديث سلبي بحق اللاعبين أو المدرب بيب غوارديولا، على الأقل في المرحلة الراهنة، إلا أن هناك من وجه انتقادات لاذعة لبعض اللاعبين على غرار أسطورة بايرن، حارس المرمى المعتزل أوليفر كان، الذي بادر إلى تحليل قدرات بعض اللاعبين وأخطائهم، في تعليقه عبر القناة الألمانية الثانية أثناء تغطيتها للمباراة، مركزا بالأساس على المدافع المغربي المهدي بنعطية الذي أشار بخصوصه إلى ضرورة "طرح السؤال حول ما إذا كان هذا اللاعب بمستوى دوري الأبطال". وقد حمل أوليفر كان بنعطية مسؤولية سقوط الهدف الأول لنيمار (15) في مباراة أمس.
الرجل الذي كان ولسنوات قائد خط الدفاع في بايرن، يتساءل عن الأسباب التي دفعت بنعطية وبعد أن أحرز هدف "الأمل" (د7)، إلى الخروج من رباعية الدفاع تاركا ثغرة قاتلة استفاد منها سواريس لتمرير كرته لنيمار الذي قام بالواجب، فأحرز التعادل ليقلص من آمال أصحاب الأرض قبل أن تضمحل بالكامل عند الهدف الثاني (54د ). بالنسبة لأوليفر كان كانت أخطاء بنعطية لها علاقة مع قدرات اللاعب الفردية، لأنه "تقدم نحو شفاينشتايغر (ارتكاز)، عوض البقاء في الوراء حيث مكانه الطبيعي"، مضيفا أنه وعندما تتوالى أخطاء كهذه فمن الطبيعي أن "لا أمل" في الفوز، ما يعني أن البايرن كان "محظوظا" ببلوغ الدور نصف النهائي أصلا، حسب كان.
مسؤولية غوارديولا؟
لن يجادل اثنان أن بنعطية قام بالفعل بخطإ مصيري في هذه المباراة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل بنعطية بالفعل لا يصلح للعب في أدوار الكبار، وهل قدراته الفنية لا تلائم سوى البوندسليغا والمنافسات المحلية؟ ما ميز بنعطية في إياب الدور، أنه كان يتمتع بثقة كبيرة وبدا مقتنعا أكثر من غيره أن فريقه قادر على تحقيق المعجزة، تماشيا مع تصريحاته للرد على معسكر الواقعيين الذي لم يؤمنوا بأية احتمالية لتأهل البايرن إلى نهائي البطولة. وكان بنعطية قد تساءل في تصريحاته بصرامة: "لماذا لن يستطيع البايرن إحراز رباعية أمام برشلونة؟".
أيضا، ألا يمكن إدراج أخطاء بنعطية ضمن سلسلة أخطاء رهيبة قام بها دفاع بايرن في الآونة الأخيرة وباتت ملتصقة بسمعته، كان أبرزها في ذهاب الدور على ملعب "كامب نو" والتي أتقن ميسي استغلالها وببراعة عبر هدفين، إضافة لثالث صنعه وحمل توقيع نيمار. ألم تكن أخطاء دفاع البايرن هي أخطاء تدرج ضمن اختصاصات المدرب بيب غوارديولا المسؤول عن تراجع قوة خط الوسط، وعن تنامي الإحباط بين المدافعين وقلة تركيزهم رغم كل كلمات الإطراء التي تصدر عن المدرب بحقهم، الأمر الذي جعل جيروم بواتينغ يخرج من المباراة غاضبا دون الإدلاء بأي تصريح، وفيليب لام منتكسا، شأنه في ذلك شأن الحارس مانويل نوير الذي اشتكى من زملائه، لأنهم "تركوا المجال لوابل من الأهداف جعل التأهل إلى النهائي مستحيلا". دفاع بايرن لم يكن في دوري الأبطال أحسن حال مما كن عليه أمام فولسبورغ حين انهزم بأربعة أهداف مقابل هدف، ولا أمام أوغسبورغ بهدف يتيم في منافسات الدوري المحلي، إذا هي أخطاء حدثت ضمن منافسات (البوندسليغا).
أرقام حول أداء بنعطية
في الموسم الحالي، تحول المهدي بنعطية إلى أحد أعمدة دفاع بايرن لسببين. الأول نظرا لضرورة المرحلة بعد نزيف الإصابات الذي أصاب بايرن عند بداية الموسم، وطال الإسباني مارتينيز والألماني بادشتوبر، إضافة إلى الأزمة التي لا زال البرازيلي دانته يعاني منها كرد فعل ارتدادي عقب زلزال البرازيل الذي هز منتخب بلاده على يد الألمان. كل هذه المعطيات دفعت بغوارديولا إلى الزج ببنعطية أساسيا.
في المقابل، لم يخذل اللاعب المتوج العام الماضي كأفضل لاعب عربي مدربه، وكان هذا هو السبب الذاتي لضمان مقعده، إذ أنه سعى وبقوة إلى تطوير أدائه حتى يرقى إلى المستوى المطلوب معتمدا على اندفاعه الكبير والحركة المتواصلة وسط الملعب. في الوقت ذاته يبقى بنعطية مصدر هفوات وأمامه الكثير نحو التألق، علما أن الإصابة منعته كثيرا من بلوغ هدفه، وقد أضر ابتعاده في المراحل الحاسمة للموسم بمستواه. وحسب تحليلات موقع كيكر الرياضي الألماني فإن بنعطية وفي مجموع 554 دقيقة لعبها مع بايرن، حسم خمسين بالمائة من النزالات الثنائية لصالحه، ومرر 44 تسديدة خاطئة مقابل 434 محكمة.