"لا يمكن أن يكون ما تعرفه مدن الفوسفاط من احتجاجات بريء، فما أن نبدأ مفاوضات مع مدينة، حتى تشتعل أخرى، وما أن يفك اعتصام بالسكة الحديدية، حتى يبدأ آخر بالميناء أو على الطريق" يقول مسؤول من المكتب الشريف للفوسفاط ل"كود"، لكنه يرفض تسمية الجهة التي تقف وراء اشتعال مدن الفوسفاط "حنا خاصنا نلقاو الحلول وعندنا، أما خارج هاد الشي ماشي سوقنا سوق الدولة". مصدر ل"كود" أوضح أن جماعة "العدل والإحسان" هي المحرك لما تشهده مدن الفوسفاط، مشيرا إلى التنسيق الكبير بين مختلف المحتجين رغم التباعد بين المدن. وكانت الاتهامات قد وجهت إلى الجماعة بعد احتجاجات منتصف مارس الماضي بخريبكة، وقد نفت الجماعة ذلك عبر بيان لها.
بالنسبة للأمين العام ل"التقدم والاشتراكية" محمد نبيل بنعبد الله، ل"كود"، فإن هناك استغلال سياسي واضح من قبل أطياف سياسية، لم يحدد الجهة المستغلة، لكنه قال أن "على الدولة القيام بواجبها في إخبار المواطنين بما يحدث والجهة التي تقف وراءه".
أما لحسن الداودي القيادي في "العدالة والتنمية" فيذهب في تصريح ل"كود" إلى أن ما حدث ويحدث في مدن الفوسفاط "نتيجة للتسيير السيئ المتبع من قبل الحكومة"، وقال "لو اتبعت الشفافية لما حدث ما حدث". على نفس المنوال تقريبا سار حسن بناجح، الكاتب العام لشبيبة "العدل والإحسان"، وبعد أن قال إن أعضاء الجماعة موجودين في عدد من الاحتجاجات لأنهم متضررين، اعتبر اتهام الجماعة بتأجيج الوضع غير مفهوم، مشيرا أن القرارات التي تتخذ في الأشكال الاحتجاجية تتم بطريقة ديموقراطية، وقال "إذا كانوا يقولون إن الجماعة تحاول استغلال هذا الملف، فليحلوه (بتوظيف المعطلين) ويفوتوا على الجماعة هذه الفرصة".
من جهتها نفت الإدارة العامة للمكتب الشريف للفوسفاط ل"كود" غياب الشفافية: "مشروع تشغيل 5800 شخص وتكوين 15 ألف آخرين ليس وليد 2011، بل مشروع اشتغل عليه مسؤولو المكتب وأشرف عليه المهندس محمد سؤال لأشهر" وأضاف أن أحداث مارس الأخير بخريبكة عمل فقط على تسريع إخراجه. المسؤول أكد ل"كود" أن ما أعد كان بتنسيق مع سكان المدن المعنية وعلى أساسه أنجز الإحصاء، وأقر بوجود بعض الهفوات على مستوى تنفيذ مشروع أطلق عليه "مهارات".
هذا الحراك الاجتماعي، (ما تشهده مدن الفوسفاط) يظهر، حسب الباحث الأنتربولوجي عبد الباقي بلفقيه أن الدولة لا تستوعب القضايا الاجتماعية المطروحة.